أخبار العالم

ارتفاع الحرارة في فصل الربيع ينذر بحرائق الغابات خلال الصيف بالمغرب



خلال فصل الصيف الماضي، شهد المغرب موجة غير مسبوقة من حرائق الغابات، بسبب ارتفاع درجة الحرارة وشحّ التساقطات المطرية، أتت على رصيد هائل من الغطاء الغابوي، كما أتت في بعض المناطق على بيوت المواطنين، وهو السيناريو الذي يتخوف مهتمون من تكراره في صيف السنة الجارية، بفعل الاحترار.

ويشهد المغرب، في عزّ فصل الربيع هذه السنة، موجة حر كبيرة، حيث يُرتقب أن تتراوح درجات الحرارة ما بين 37 و45 درجة مئوية، ابتداء من يوم غد الثلاثاء وإلى غاية يوم الجمعة المقبل، بحسب نشرة إنذارية عممتها مديرية الأرصاد الجوية أمس الأحد.

ارتفاع درجة الحرارة، يعني، عمليا، تزايد نسبة احتمال وقوع حرائق الغابات خلال فصل الصيف، بحسب سليمة بلمقدم، رئيسة “حركة مغرب البيئة 2050″، التي لفتت إلى أن منطقة شمال أفريقيا من أكثر المناطق المعرضة للاحترار في العالم.

وأفادت بلمقدم، في تصريح لهسبريس، بأن المناخ المغربي، في العموم، مناخ جاف إلى شبه جاف، إذ لا تمثل المناطق الرطبة سوى 20 في المئة.

وسجلت حرائق الغابات خلال السنة المنصرمة رقما قياسيا، حيث التهمت النيران ما يناهز 25 ألف هكتار إلى غاية أواخر شهر غشت، بحسب الأرقام الصادرة عن المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية، التابع للوكالة الوطنية للمياه والغابات، في حين لم تتعد المساحة الغابوية المحترقة في السنة التي قبلها 3 آلاف و35 هكتارا.

ويوجد المغرب ضمن قائمة ستة بلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ترتفع حرارتها بسرعة توازي قرابة ضعف ارتفاع متوسط الحرارة العالمية، بحسب تقرير صادر عن منظمة السلام الأخضر “غرين بيس” السنة الفارطة.

وبالرغم من أن الاحترار يعتبر من عوامل احتراق الغابات، إلا أن المسؤول الأول عن هذه الآفة هو الإنسان، إذ أشارت سليمة بلمقدم إلى أن ما بين 80 و90 في المئة من الحرائق في فرنسا سببها الإنسان، بحسب المعطيات الرسمية الصادرة عن السلطات الفرنسية.

وتبعا لذلك، أكدت المتحدثة ذاتها أن التصدي لحرائق الغابات يقتضي وضع منظومةِ حلول، عوض التركيز على حل واحد، موضحة أن التوعية بمخاطر حرائق الغابات يجب أن تظل مستمرة طيلة السنة، وألا تكون مناسباتية فقط، لا سيما في ظل الطابع البنيوي للمناخ المغربي المتسم بالجفاف.

وعلاوة على قسوة المناخ، تضيف رئيسة “حركة مغرب البيئة 2050″، فإن الغطاء الغابوي في المغرب يتسم بالهشاشة لكونه سهل الاحتراق، فضلا عن وعورة التضاريس التي تصعّب عملية إطفاء الحرائق، “مما يجعل الوقاية هي الحل الأمثل”.

وإلى جانب توعية المواطنين وتحسيسهم بتبعات حرائق الغابات، شددت بلمقدم على ضرورة توفير الحماية للغابات، من خلال تعزيز حراستها، وذلك بالتعاون مع السكان المحليين، الذين هم أكثر دراية ومعرفة بخصائص الغابات المحيطة بهم.

إضافة إلى ذلك، تردف الباحثة المغربية في مجال البيئة، يتحتم تعزيز الجهود المبذولة في ميدان استصلاح الغابات المحترقة أشجارها أو التي ماتت طبيعيا، وذلك من خلال البحث العلمي، بهدف اختيار أنواع من الأشجار ذات قدرة أكبر على المقاومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى