مسؤولون أمريكيون يشيدون بدور المغرب في هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي
إشادة متجددة بالدور المغربي الفاعل والمتميز في هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي ضمن الجهود الدولية للقضاء على آخر قلاعه بالشرق الأوسط ومحاصرة تمدده بالساحل والصحراء، أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية، منوهة بـ”جهود التنسيق مع باقي الحلفاء/الشركاء، لاسيما في قارة إفريقيا، لدحر الوجود الإرهابي الميداني لداعش وإيديولوجيته التخريبية”.
التأكيد جاء بصريح العبارة على لسان دانا سترول، نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، تفاعلا مع سؤال طرحته جريدة هسبريس الإلكترونية ضمن فعاليات إيجاز صحافي (عن بعد) بشأن مهمة القضاء على تنظيم “داعش” نظمه المكتب الإعلامي الإقليمي– دبي التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مساء اليوم الإثنين 24 أبريل الجاري.
وقالت المسؤولة الأمريكية بهذا الشأن: “بحكم أن الجنرال الأمريكي ماثيو ماكفارلين، قائد عملية العزم الصلب في قيادة قوة المهام المشتركة، هو من يقود جهودنا في العراق وسوريا، عبر قيادة العمليات الوسطى، فإن التنظيم بدأ يتمدد منذ مدة فكريا وإيديولوجيا خارج مناطقه التي هُزم فيها بكل من العراق وسوريا، ما يعني أن الإيديولوجيا لم يتم احتواؤها بعد بشكل كامل”.
وأردفت شارحة خلال الإيجاز الصحافي نفسه: “يعني هذا أننا سنُركز باستمرار على جهودنا، وعلى الشروط التي تؤدي لظهور داعش وانتشار أفكاره، وهي تواصل التوسع على مستوى العالم، وفي مناطق إفريقيا بالخصوص”، لافتة إلى “فريق العمل الذي تقوده وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان في منطقة غرب إفريقيا لمعالجة هذه القضايا والوضع في الاعتبار عمليات التخطيط مع شركائنا لاحتواء داعش وإيديولوجيته في منطقة الساحل”.
المغرب “شريك موثوق” لكبح “داعش”
“تبعا لذلك، هناك مشاورات مستمرة وجهد دائم تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية للتركيز على العمل والتنسيق مع الشركاء الموثوقين”، تؤكد نائبة مساعد وزير الدفاع الأمريكي، مشددة على أن “المغرب-طبعا-شريكٌ مهم لاحتواء العنف المتطرف، ليس في منطقة الساحل فحسب، بل في القارة الإفريقية برمتها، وكذلك للحد من توسع داعش وانتشاره”.
وخلصت دانا سترول، في ردها على سؤال هسبريس، إلى أن “هذه بعض من النواحي التي نركز عليها مع شركائنا”، مؤكدة أننا “نراقب عن كثب، والقوات العسكرية دوما على استعداد لتفعيل التحالف مع الشركاء كضرورة للقضاء على قدرة الدواعش في إعادة التجمع والانتشار من جديد”.
“التهديد مازال قائما”
شارك إلى جانب سترول في الإحاطة الصحافية ذاتها الجنرال ماثيو ماكفارلين، قائد عملية “العزم الصلب” في قيادة قوة المهام المشتركة، الذي أبرز، في حديثه إلى الصحافيين، “التقدم الذي أحرزته الحملة ضد داعش”، وقال: “بينما تتم هزيمته عسكريا وفقدانه لكثير من الأراضي، تظل الخلايا الإرهابية للتنظيم المتطرف قائمة ونشطة في سعي إلى إعادة تشكيل واستئناف حملة الكراهية في هاته المنطقة وعبر العالم، لكن بفضل جهود وإرادة شركائنا رصدنا انخفاضا كبيرا في نشاط داعش ونجاعته في جميع أنحاء منطقة عملياتنا”.
وحسب إفادات الجنرال ماكفارلين، فقد سجلت العمليات التي يقف خلفها “داعش” انخفاضا كبيرا وتراجعا ملحوظا منذ بداية العام 2023 وحتى الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري، خاصة في العراق، بنسبة 68 في المائة في الهجمات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبـ 76 في المائة منذ 2021.
أما في سوريا “حيث يواصل شركاء الولايات المتحدة من قوات سوريا الديمقراطية قيادة القتال، سُجل انخفاض هجمات داعش بنسبة 55 في المائة منذ يناير الماضي، وبـ75 بالمائة مقارنة مع السنة الماضية”، وفق المتحدث ذاته.
“لقد أظهر داعش تخبطه عبر عدم القدرة على تنسيق أو تنظيم أي شيء أكثر من بعض الهجمات العشوائية؛ ونتذكر أن آخر هجوم مركب ومعقد له كان في يناير 2022 في الحسكة”، التأكيد هنا للجنرال الأمريكي قائد العملية ضد التنظيم الإرهابي المذكور.
“رمضان الأكثر أمنا”
ماكفارلين أوضح أن “نجاح شراكتنا تبرهن عليه إحصائيات من شهر رمضان الأخير، الذي كان أكثر الأشهر سلمية منذ سنوات بفضل الجهود المشتركة لمختلف الشركاء”، موردا: “لم يكن هناك سوى 19 هجوما في العراق، بانخفاض قدره 87% عن عام 2020، و80 بالمائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي”.
وأشار إلى “انخفاض مماثل لهجمات داعش في سوريا بنسبة 37 بالمائة عن سنة 2022، و70 بالمائة عن سنة 2020″، قبل أن يؤكد “مواصلة أمريكا بمعية شركائها جهود محاربة وتفكيك خلايا “داعش”، بالموازاة مع معالجة الإيديولوجيا عبر استمرار جهود إعادة آلاف النازحين إلى بلادهم، وهو ما يتطلب تنسيقا مشتركا.
وخلص قائد الحملة الأمريكية ضد التنظيم المتطرف إلى أن “الدواعش” “انهزموا عسكريا، لكن مازالت لديهم إيديولوجيا حاضرة، ما يدفعنا إلى أن ننسق مع وزارة الخارجية الأمريكية لإعادة المعتقلين من محاربي داعش إلى بلدانهم الأصلية”.
“في 2023، أعدنا أكثر من 1300 مقاتل من داعش إلى أوطانهم، لكن مازال هناك عدد كبير من المقاتلين الذين ظلوا في شمال سوريا ينتظرون إعادتهم”، يؤكد المسؤول العسكري الأمريكي، مشيرا إلى أنها “تظل مشكلة استراتيجية للعالم رغم التقدم الذي أحرزناه؛ فهذا يتطلب إعادة دعم للقدرات لإدامة النصر على داعش (…) دورنا لا نبخل به من حيث الاستشارة والنصح”.