مخاوف في تونس عقب قرعة مونديال الشباب بالأرجنتين
وبعد خيبة مشاركة تونس في مونديال قطر 2022، بخروج نسور قرطاج منذ الدور الأول، يأمل الشارع الرياضي في تونس في أن يحقق منتخب الشباب إنجازا تاريخيا وذلك في مشاركتهم الثالثة في التاريخ والأولى لهم منذ مونديال “موسكو 1985″، لكن الانطباعات الأولى في الساحة الكروية في تونس عقب سحب القرعة لم تكن على درجة من التفاؤل بل اعتبرها الكثير من المتابعين “مهمة مستحيلة” لمنتخب ما يزال يضمد جراح مشاركته الأخيرة في كأس أمم أفريقيا للشباب مصر 2023 والتي أنهى فيها السباق في المركز الرابع.
صدام عربي خالص
أوقعت عملية القرعة التي احتضنها مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيوريخ السويسرية منتخب تونس ضمن المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات أنجلترا وأوروغواي والعراق والتي ستلعب مبارياتها في ملعبي “لا بلاتا” و”ميندوزا” في ضواحي العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس.
يستهل منتخب تونس مبارياته بمواجهة صعبة تضعه وجها لوجه أمام نظيره الأنجليزي يوم 22 مايو 2023 ثم يلاقي المنتخب العراقي في مواجهة عربية خالصة يوم 25 مايو على أن يختتم نسور قرطاج مباريات الدور الأول بملاقاة منتخب أوروغواي يوم 28 من الشهر ذاته.
يتأهل المنتخبان صاحبا المركزين الأول والثاني، فضلا عن أفضل أربعة منتخبات أصحاب المركز الثالث من كل مجموعة، مباشرة للدور الثاني وهو أول أدوار خروج المغلوب.
الاتحاد التونسي لكرة القدم أقال في أوائل أبريل الجاري، مدرب منتخب الشباب عادل السليمي لسوء النتائج وفق وصف الاتحاد وذلك بعد أيام قليلة من الخسارة (0 ـ4) في المباراة الترتيبية لكأس أمم إفريقيا (أقل من 20 عاما) أمام نيجيريا وهي هزيمة عجلت بإقالة السليمي وتعيين منتصر الوحيشي مدربا جديدا لقيادة المنتخب في المونديال.
خاض منتخب شباب تونس معسكرا تحضيريا أول نهاية الأسبوع الماضي للوقوف على جاهزية اللاعبين وتجربة عناصر جديدة، ووجه الوحيشي الدعوة لـ 30 لاعبا من بينهم 11 لاعبا يحترفون بأوروبا فيما سيكون عليه اختيار 26 لاعبا سيشكلون القائمة النهائية للمنتخب للمشاركة في المونديال وذلك أوائل مايو القادم.
بحسب معلومات حصلت عليها “سكاي نيوز عربية”، كلف الاتحاد التونسي لكرة القدم مدرب منتخب الشباب منتصر الوحيشي بإجراء جولة في أوروبا لمعاينة عدد من اللاعبين التونسيين مزدوجي الجنسية وإقناعهم باللعب مع المنتخب في مونديال الأرجنتين فيما أكدت مصادر خاصة أن الوحيشي سيتحدث مع نجم بيرمنغهام الإنجليزي حنبعل المجبري للنظر في إمكانية التحاقه بمعسكر النسور والمشاركة في المونديال.
تاريخ مشاركات تونس
شاركت تونس في مونديال الشباب في مناسبتين سابقتين، الأولى حين استضافت النهائيات في النسخة الأولى سنة 1977، وشاركت دون المرور بالتصفيات بوصفها البلد المنظم والثانية في نسخة 1985 التي استضافها الاتحاد السوفياتي ودارت مبارياتها في موسكو وفي كلتا مشاركتيه غادر منتخب نسور قرطاج المنافسات منذ الدور الأول.
انتقادات ومخاوف
وواجه منتخب شباب تونس انتقادات لاذعة عقب مشاركته في أمم إفريقيا “مصر 2023″، إذ رغم تأهله للمونديال وإنهائه السباق في المركز الرابع المؤهل للمونديال، إلا أن هزيمته في نصف النهائي أمام السنغال (3 ـ0) ثم في مباراة تحديد المركز الثالث أمام نيجيريا (4 ـ0)، أثارتا وابلا من الانتقادات التي طالت المدرب عادل السليمي وعددا من اللاعبين فيما وجه عدد من الملاحظين اتهامات صريحة للأندية بمنع لاعبيها من المشاركة مع المنتخب خوفا من تعرضهم للإصابات.
وفي تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال المدرب إقبال الرواتبي وهو مدرب فريق للنجم الساحلي: “سيكون منتخبنا مطالبا بمحو خيبة المشاركة الأخيرة في كأس أمم إفريقيا وخصوصا الأداء الذي قدمه في نصف النهائي ومباراة تحديد المركز الثالث لكن في المقابل علينا أن ندرك حقيقة إمكاناتنا وأن نعرف أن المستوى سيكون أرفع والمهمة ستكون أثقل على اللاعبين، وبالتالي أرى أن الهدف الأساسي هو تقديم وجه مشرف بدل الانشغال بحسابات التأهل للدور الثاني.”
وتابع المدرب المتخصص في تكوين الشبان قوله: “كرة القدم في أصناف الشبان تختلف عن صنف الأكابر أو الفريق الأول، نحن ندرك جيدا أن هناك منتخبات ستلعب من أجل اللقب أو الأدوار الأولى وأخرى للتشريف والخروج بمشاركة جيدة وأعتقد أن منتخبنا هو من الفئة الثانية، علينا التحضير جيدا فيما بقي من أسابيع قليلة قبل انطلاق المنافسات، وهدفنا سيكون ترك انطباعات مميزة عن الكرة التونسية.”
حول الاستعانة بلاعبي الدوري التونسي وعدد من اللاعبين المهاجرين في أوروبا، قال الرواتبي، الذي درب عددا كبيرا من لاعبي منتخب شباب تونس: “الجهاز الفني يعرف أكثر إمكانيات لاعبيه، سواء تم التعويل على لاعبي الأندية المحلية أو المحترفين في فرق أوروبية فالمهم هو الإعداد الجيد ذهنيا وبدنيا وفنيا، مونديال الشباب سيكون قبلة لكبرى النوادي ومدارس وشركات تسويق اللاعبين وهو فرصة للكرة التونسية لتحقيق شيء ما في ثالث مشاركة في تاريخها رغم صعوبة المهمة.”
يرى الرواتبي أن “المباراة الأولى أمام أنجلترا ستكون صعبة جدا لكن تونس قادرة على النجاح في مباراتي العراق وأورغواي، وإحداث المفاجأة وارد رغم ثقل المسؤولية وقسوة القرعة.