الأخبار الرئيسية

تفوت صاحي تطلع مريض.. مستشفى بالعراق أشبه بأمكنة الزومبي


“تفوت صاحي تطلع مريض” .. “هذا مرتع للزومبي وليس مستشفى”.. هذا غيض من فيض التعليقات التي تقاطرت خلال الساعات الماضية، إثر انتشار فيديو لأحد المستشفيات في البصرة.

فبعد أن صوّر أحد المواطنين العراقيين زيارته لمستشفى الفيحاء التعليمي في البصرة، جنوب البلاد، انتشر المقطع بشكل واسع على مواقع التواصل، مثيرا موجة انتقادات لإهمال السلطات المستمر للمرافق الصحية في البلاد رغم الموازنات الكبيرة التي ترصد لهذا القطاع منذ سنوات.

فقد اعتبر العديد من العراقيين أن هذا المشهد لا يجوز أن يكون حاضراً في القرن الواحد والعشرين.

كما رأى آخرون أنه يجسد مظهراً من مظاهر الفساد المستشري.

تكرر المآسي

وكان مشهد مماثل تكرر العام الماضي مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني حين عاين الكاظمية في العاصمة، بعد أن صدم بفيديوهات انتشرت لهذا المرفق على مواقع التواصل، واعداً بالسعي إلى تحسين الخدمات الصحية في البلاد وواقع القطاع الصحي عامة.

إلا أن الكثير لم يتغير منذ ذلك الحين، فخلال الأشهر والأسابيع الماضية عاد الموضوع إلى الواجهة مع مشاركة العراقيين عدة مقاطع مصورة رهيبة من مختلف مستشفيات البلاد سواء في بغداد أو خارجها، تظهر حالة مزرية لعدد من تلك المرافق الصحية.

يذكر أن القطاع الصحي في العراق يعاني مشاكل عدة فاقمتها جائحة كورونا، فضلا عن غياب التنمية في العديد من المناطق، بفعل سنوات من الحرب والفساد أيضا.

كما فاقمت أزمة الفساد المتجذرة، في العديد من المؤسسات الرسمية، مشكلة تردي القطاع الصحي لبلد غني بالنفط، إلا أن ثلث سكانه تحت خط الفقر.

من أحد المستشفيات في العراق (أرشيفية- فرانس برس)

وكان تدهور النظام الصحي بدأ منذ عقود في البلاد، ابتداءً من غزو العراق للكويت، حين أدى الحصار المفروض على العراق إلى نقص الأدوية.

كما غادر الكثير من الأطباء والمختصين البلاد على أمل إيجاد حياة أفضل، إذ كانت العقوبات قاسية خلال التسعينيات، لاسيما خفض نظام صدام حسين ميزانية وزارة الصحة.

لكن الوضع تدهور أكثر فأكثر بعد عام 2003؛ فلم يحسن النظام السياسي الجديد واقع النظام الصحي، وانتشرت الرشاوى والمحسوبية والسرقة بشكل كبير، بحسب تقرير سابق لواشنطن انستيتيوت.

ولعب الفساد دورًا رئيسيًا في هذا الانهيار المستمر للبنية التحتية، فالعراق هو من الدول الأكثر فسادًا، بحسب منظمة “الشفافية الدولية”، وقد أثّر ذلك بشكل طبيعي في النظام الصحي.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى