اشتباكات السودان: ما هي اتفاقية “الحريات الأربع” التي طالب مصريون بتفعيلها وعلى ماذا تنص؟
يتخوف الملايين من احتدام القتال مجدداً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أن انتهت الهدنة الإنسانية التي استمرت لمدة 72 ساعة منذ يوم الجمعة الماضي.
وهذا ما دفع بعدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر إلى إطلاق حملة لدعم السودانيين النازحين إلى الأراضي المصرية بعد تدهور الأوضاع الأمنية في بلدهم.
ودعا ناشطون السلطات المصرية من خلال وسم #مع_دخول_السودانيين_مصر_بدون_تأشيرة ووسم #إلغاء_تأشيرة_دخول_السودانيين_لمصر إلى فتح الحدود مع السودان والسماح بدخول السودانيين إلى أراضيها بدون تأشيرة.
اتفاقية “الحريات الأربع”
وطالب ناشطون بتفعيل اتفاقية “الحريات الأربع” التي وقعتها مصر مع السودان عام 2004، والتي نصت على حرية التنقل والإقامة والعمل.
فقالت نهى الشافعي: “كمواطنة مصرية، أطالب بتفعيل اتفاقية “الحريات الأربع” التي وقعت بين مصر والسودان وتنص على حرية التنقل والإقامة والعمل والتملك، أهلا بأشقائنا السودانيين، بيوتنا وقلوبنا مفتوحة ليكم وأنتم بين ناسكم، مافي زول يقدر يمنعكم”.
ففي العام 2004، وقع السودان ومصر اتفاقية “الحريات الأربع” التي تنص على التنقل والإقامة والعمل والتملك، لكنها لم تطبق كاملا على أرض الواقع.
ويخول الاتفاق الذي اقره برلمانا البلدين في ذلك الوقت، المواطنين المصريين والسودانيين أن يقيموا في البلد الاخر وأن يعملوا ويتملكوا العقارات ويقوموا بكل النشاطات المشروعة في البلد الاخر.
ومن جهة ثانية، أيد كثيرون إلغاء التأشيرة للنازحين السودانيين، ولكن رفضوا تخلي أي شخص عن موطنه وبيته في ظل الظروف التي تمر بها السودان.
فقال أسامة: “لا أمانع إلغاء تأشيرة دخول أي عربي أو مسلم لمصر لكن أمانع أن يتخلى أحد عن موطنه وبيته وأهله في مثل هذه الظروف”.
وفي المقابل تداول عدد من المغردين وسم #غير_مرحب، وذلك رفضا لدخول السودانيين الأراضي المصرية.
فقال أحمد سالم: “الحكومة عندنا الى رافضة تسجيل المواليد الجدد على بطاقات التموين وبترفع الدعم عن المواطن وفى ظل غلاء الأسعار والى هي نفسها بتاخد مزيد من الإجراءات الخاصة بتنظيم الأسرة هي برده الى بتلغى التأشيرة للسودانين عشان تستقبل المزيد منهم”.
ومن جهتهم شكر كثير من السودانيين الشعب المصري على حسن المبادرة.
منظمات دولية
ومع تواصل النزاع في السودان بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف ب “حميدتي”، فإن المدنيين يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة مع انقطاع للمياه والكهرباء، ووقف العديد من المنظمات الدولية عملها، لعدم ضمان سلامة موظفيها ومتطوعيها.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن ثلثي سكان السودان، أو ما يقدر بـ 15.8 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية في عام 2023 في السودان، في حين يؤكد برنامج الغذاء العالمي أن أكثر من خمسة ملايين شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وتحذر المنظمات الإنسانية الأطراف المتقاتلة في السودان من أن الأوضاع الإنسانية قد تسوء بشكل أكبر إذا لم يتم ضمان ممرات إنسانية آمنة لتوصيل المساعدات لمن يحتاجها ولإجلاء المدنيين الجرحى والعالقين في منازلهم.
وحذر الصليب الأحمر الدولي من نفاد الماء والغذاء لدى المدنيين السودانيين المحاصرين في بيوتهم، جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ 8 أيام.
وقالت منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” غير الحكومية إن “ملايين المدنيين محاصرون في القتال وتنفد لديهم بسرعة المواد الأساسية”، كما أشارت إلى أن “النزاع يمكن أن ينزلق بسرعة إلى حرب حقيقية دائمة” تطول الولايات المضطربة في #السودان ثم بعض دول الجوار.
وقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن نحو 16 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات خلال العام الجاري.