أخبار العالم

إجراءات جديدة تفشل في محاربة سماسرة مواعيد “تأشيرات شنغن” بالمغرب



لم يتمكن عشرات المغاربة الراغبين في السفر إلى الديار الأوروبية خلال فصل الصيف من الحصول بعد على موعد تقديم طلب تأشيرة شنغن، خاصة بإسبانيا، بسبب غياب “مواعيد الفيزا” خلال الأشهر الماضية رغم تحيين السلطات الدبلوماسية الإيبيرية النظام المعلوماتي المتعلق بهذه العملية.

واطلعت هسبريس، في هذا الصدد، على العديد من المنشورات المتذمرة من “الفوضى” التي يعرفها نظام حجز مواعيد تأشيرة “شنغن”، خاصة بالمصالح القنصلية الإسبانية التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف المغاربة، بالنظر إلى العدد الكبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالمدن الإيبيرية.

وقامت السفارة الإسبانية بالمغرب بتغيير النظام المعلوماتي المتعلق بحجز مواعيد تأشيرة “شنغن” منذ شهر تقريبا، إذ اشترطت على المتقدمين لـ”الفيزا” ضرورة التقاط صورة فورية للتأكد من عدم انتحال شخصية أخرى.

ومع ذلك، لم تفلح التدابير الجديدة في محاربة السماسرة الذين يتاجرون في المجال، لاسيما بمدينة الدار البيضاء المعروفة بكثافتها السكانية المرتفعة، الأمر الذي يصعب مأمورية حجز موعد التقدم لطلب التأشيرة خلال وقت زمني مناسب.

وأشارت المعطيات المتوفرة لجريدة هسبريس الإلكترونية إلى أن السماسرة يطلبون مبالغ مالية تصل إلى 1500 درهم لحجز المواعيد لفائدة الأشخاص بمدينة الدار البيضاء، ما تسبب في استياء المواطنين الذين يتفاجؤون بحجز جميع المواعيد الشهرية في أقل من عشر دقائق بعد إطلاقها.

ودعت عدة فعاليات حقوقية أكثر من مرة إلى إعادة النظر في طريقة حجز مواعيد تأشيرة “شنغن”، اعتبارا للإشكالات القانونية المرتبطة بوساطة السماسرة في هذه العملية، إذ نبهت إلى إمكانية استغلال المعطيات الشخصية للمغاربة في عمليات إجرامية وطنية ودولية.

بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، قال إن “الحكومة المغربية يجب أن تراقب المنصات الرقمية المحدثة من طرف المصالح القنصلية الأوروبية لحجز المواعيد”، مؤكدا أنه “يتم التلاعب بهذه المنصات من طرف بعض الجهات لحجز المواعيد بطريقة سريعة”.

وأضاف الخراطي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الوقائع غير مقبولة تماما، لأنها تسيء إلى الاتحاد الأوروبي بنفسه، ما يتطلب ضرورة إعادة هيكلة طريقة حجز مواعيد التأشيرة بشكل جذري، حتى يتم القضاء على الوسطاء الذين يستغلون هذه الفوضى لمراكمة الأرباح دون حسيب ولا رقيب”.

وأردف المتحدث ذاته بأنه “يجب فتح تحقيق معمق بخصوص أسباب غياب مواعيد تأشيرة “شنغن” في المغرب، وابتكار منصات رقمية عصرية جديدة تحارب ظاهرة السماسرة”، منبها إلى “عرقلة مصالح المواطنين الراغبين في السفر إلى الخارج، سواء من أجل الاستشفاء أو السياحة أو الدراسة أو العمل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى