رضا بناني يقوي طموح التنس المغربي
بخطى ثابتة وإصرار يسير اللاعب الواعد رضا بناني على خطى الفرسان الثلاثة الذين صنعوا مجد كرة المضرب المغربية، يونس العيناوي وكريم العلمي وهشام أرازي، ويكتب صفحة جديدة من تاريخ الكرة الصفراء.
وما تلقي بناني، هو الذي لم يتجاوز بعد عمره الـ16 ربيعا، بطاقة دعوة للمشاركة في التصفيات المؤهلة للسبورة النهائية لدوري مدريد للأساتذة (ألف نقطة) إلا اعتراف بالإمكانيات والمؤهلات العالية التي اكتسبها طوال مسيرته الرياضية منذ أن لمس أولى كرة وهو في سن الرابعة بملاعب أحد أندية مدينة الدار البيضاء.
بكل تأكيد، يقول رضا، “دعوة المشاركة في تصفيات السبورة النهائية لدوري مدريد لم تكن محض صدفة، بل كانت ثمرة اجتهاد، وبفضل النتائج المتميزة التي حققتها في العديد من الدوريات الوطنية والدولية، خاصة بطولة إفريقيا التي أحرزت لقبها، والإنجاز الذي حققته أيضا في جائزة الحسن الثاني الكبرى بمراكش بعد فوزي على المصنف 166 عالميا”.
وبنبرة ملؤها السعادة يتابع بناني، في تصريح صحافي، “إلى حد الآن لم أستوعب بعد أنني سأشارك في دوري مدريد للأساتذة للألف نقطة. تغمرني سعادة كبيرة عندما يتبادر إلى ذهني أنني سأخوض هذه المغامرة إلى جانب ألمع نجوم الكرة الصفراء على الصعيد العالمي. كنت فعلا محظوظا لأن العديد من اللاعبين يمنون النفس بخوض التجربة ذاتها، التي لا تتكرر مرات عديدة “.
كانت أولى خطوات رضا لحمل مشعل كرة المضرب الوطنية، التي لطالما كانت مبعث فخر للمغاربة في كبريات الدوريات والمحافل الدولية، فعليا بنادي “أكسا” للتنس بالدار البيضاء، الذي آمن مسؤولوه بطموح اللاعب الشاب وعزيمته لشق الطريق نحو القمة، ولم تخطئ فراستهم، حيث سرعان ما نجح في التربع على عرش التصنيف في فئة 16 سنة، واحتلال المركز الـ35 عالميا في فئة اللاعبين الشباب، وهو ما يفتح الباب أمامه إلى حد كبير للمشاركة في السبورة النهائية لبطولة رولان غاروس الفرنسية للشبان.
وإذا كان الفضل يرجع لأحد في دخوله عالم كرة المضرب، يضيف بناني، فإنه يرجع لأبيه الذي كان يصطحبه معه، وهو بالكاد أكمل عامه الرابع، إلى أحد الأندية بمنطقة سيدي عثمان بالدار البيضاء حيث كان يمارس، وكان يفرحه ذلك “لم يكن شيء يعادل لحظة تواجدي مع والدي ساعات طويلة، حيث كنت أشعر حينذاك بمنتهى السعادة”.
كان أول تماس لرضا مع الكرة الصفراء يوم استجمع قواه وداعب المضرب من باب اللعب الطفولي، ثم قذف الكرة ليتولد هذا العشق، الذي دام اثنتي عشرة سنة إلى يومنا هذا، بعد إكمال مسيرته الغضة بنادي “أكسا” بمسقط رأسه أيضا بالدار البيضاء، حيث وجد في الإطار خالد لحميدي، الذي رافقه منذ بلغ ربيعه السابع، ولا يزال، الأب الروحي والمدرب والمؤطر والمحفز لبلوغ القمة.
مكنت الموهبة والعمل الجاد والتداريب الشاقة اللاعب الشاب من تحقيق باكورة ألقابه مبكرا بصعوده منصة التتويج في العديد من الدوريات والبطولات، التي كان آخرها لقب بطولة إفريقيا لأقل من 18 سنة في فبراير الماضي بمصر.
وشكل هذا اللقب المزدوج، الفردي والزوجي، منعطفا كبيرا ونقطة تحول في مسيرة بناني، حيث لفت انتباه المتخصصين والمتابعين للكرة الصفراء وطنيا وعالميا.
وكانت آخر إنجازاته المشاركة في الدورة السابعة والثلاثين لجائزة الحسن الثاني الكبرى بداية الشهر الجاري بمدينة مراكش (2-9)، إذ وقع على أداء رائع بتأهله إلى السبورة النهائية بالنظر إلى مستوى اللاعبين الذين شاركوا في هذه التظاهرة الرياضية الكبرى.
وقد خلق بناني مفاجأة غير متوقعة في الدور الأول للجائزة بتغلبه على المصنف 165 عالميا التشيكي فيت كوبريفا بجولتين للاشيء (7-5 و7-6)، قبل أن يتوقف مشواره بانهزامه أمام الإيطالي أندريا فافاسوري، الذي بلغ ربع النهاية.
وتوج بناني من قبل، وتحديدا في غشت 2022، بلقب الدوري الدولي للشباب لأقل من 15 سنة، محطة القاهرة، ونال في شتنبر من السنة ذاتها لقب بطولة مصر لكرة المضرب، المصنفة ضمن الفئة الثانية، إثر تفوقه في المباراة النهائية على منافسه السويسري أندران كازانوفا.
والأكيد أن بناني لا ينوي التوقف عند هذا الحد. إذ يبقى حلمه الأول والأخير هو الظفر بلقب إحدى البطولات الأربع الكبرى، وهو الإنجاز الذي سيكون غير مسبوق عربيا وقاريا، سنده في ذلك الموهبة الاستثنائية والرغبة، وهو مقتنع بأنه قادر على تحقيق النجاح.
وأبرز أن “خوض غمار دوري مثل دوري مدريد للأساتذة يكتسي في حد ذاته أهمية كبيرة بالنسبة إلي، ويجب أن أخرج كل ما في جعبتي حتى أكون في مستوى انتظارات كل الذين آمنوا بمؤهلاتي ومكّنوني من بطاقة الدعوة للمشاركة، وإن كانوا لا ينتظرون مني الكثير لصعوبة المنافسة، ويبقى طموحي التالي هو المشاركة في بطولة رولان غاروس الفرنسية (غراند سلام) لفئة أقل من 18 سنة المقررة في يونيو المقبل، والتي يخولها لي تصنيفي العالمي الحالي.