أخبار العالم

صور الأطفال تتعرض لانتهاكات على النت



تتعرض “حقوق الصورة” الخاصة بالأطفال لانتهاكات بالجملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق ما تنبه إليه السلطات العامة والجمعيات الأهلية في فرنسا.

ومن الأمثلة على ذلك نشرُ مشاهد مهينة تهدف إلى إضحاك المستخدِمين، وعدم تردُد مشاهير الشبكات في نشر صور من حياتهم الأسرية؛ فيما يُدرج بعض الأهل على حساباتهم صورا لأبنائهم اعتقادا منهم بأنها عادية.

ومن الاتجاهات المرتبطة بالأطفال التي انتشرت عبر “تيك توك” يلوح “تحدي الجبنة”، الذي يتمثل في إلقاء قطعة من الجبنة الذائبة على وجه الطفل وتصوير ردة فعله. وبنتيجة هذه الخطوة، يظهر الأطفال متفاجئين؛ ومنهم من يبكي أو يحاول إزالة قطعة الجبنة عن وجهه، في ظل ضحكات الوالدين التي تُسمع في مقطع الفيديو.

ويختار بعض مستخدمي الأنترنيت توثيق حياتهم الأسرية؛ بينهم أم يُتابع حسابها 1,2 مليون مستخدم تقوم بتصوير أبنائها وهم ينفذون تحديات للحصول على أموال أو تشجع ابنتها البالغة عشر سنوات على التظاهر بأنها تدخن لإثارة استغراب أخيها الصغير.

وقال توما رومير، رئيس مرصد الأبوة والتعليم الرقمي (أوبن)، إن “هناك آباء يكسبون آلاف الأوروهات شهريا من خلال إلقاء البطاطا المهروسة على رؤوس أبنائهم”، مضيفا أن “هذه الممارسات تندرج في إطار العنف التعليمي الرقمي، في وقت نكافح فيه الممارسات التي تنطوي على إهانات”.

ولا يشكل كل ما سبق تجاوزات لناشطين في مواقع التواصل يسعون إلى الشهرة فحسب، إذ انتشر أخيرا عبر الشبكات الاجتماعية مقلب بعنوان “شرطة الأطفال”، يتمثل في بث تسجيل لشرطي زائف يقول: “طفلك لا ينفذ تعليماتك؟ سنضعه في السجن. نحن آتون”، ليظهر الطفل في مقطع الفيديو خائفا أو باكيا.

الاستغلال الجنسي

إلى جانب التجاوزات التي يُعنى بها أطفال في مواقع التواصل والأنترنيت، قد ينطوي النشر المفرط لصور أو مقاطع فيديو تُعد مبتذلة أو “بريئة” وتبقى في الشبكة العنكبوتية لسنوات على انتهاكات خطرة لحقوق الصورة الخاصة بالأطفال، على ما تحذر الجمعيات.

وأكد توما رومير أن “رؤية المراهق صوره منتشرة عبر الأنترنيت تضر بثقته بنفسه، إذ من المحتمل أن يعرضه ذلك للتنمر ويضر بعلاقته مع والديه”.

وتوصلت دراسة شملت 25 بلدا، ونشرتها شركة “مايكروسوفت” عام 2019، إلى أن أربعة من كل عشرة مراهقين يواجهون مشكلة مرتبطة بعرض آبائهم منشورات لهم عبر مواقع التواصل.

وحتى لو كانت الصور عادية و”بريئة”، قد تُستخدم في شبكات تستغل الأطفال جنسيا. وقال ستوديه إن “50 في المائة من الصور التي تُنشر في مواقع لاستغلال الأطفال جنسيا تكون منشورة أساسا عبر حسابات الآباء في مواقع التواصل”، مضيفا: “إن بعض الصور، وتحديدا صور الأطفال وهم عراة أو تلك التي تظهر فتيات صغيرات يرتدين ملابس رياضة الجمباز، تثير اهتماما خاصا لدى مستغلي الأطفال جنسيا”.

وسجلت سوشياتا سيم، رئيسة جمعية “كاميليون” التي تكافح الاستغلال الجنسي للأطفال، أن “الصور الملتقطة خلال الإجازات العائلية أو التي تُظهر فتيات يرتدين تنانير التوتو تثير اهتمام المجرمين الذين لا يتوانون عن مشاركتها واستخدامها، ويسعون بفضل بيانات منشورة عن الأطفال إلى الوصول إلى الطفل المعني أو والديه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى