لبنان: هل يفقد أهالي ضحايا انفجار المرفأ الثقة في دولة القانون؟

عائلات الضحايا في تظاهرة امام وزارة العدل بعد التطورات الأخيرة
ككرة ثلج متدحرجة، جاءت التداعيات في لبنان، منذ أعلن القاضي المكلف بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، استئنافه التحقيق، بعد عام من إيقافه، متجاهلا الضغوط السياسية، والسعي لتعطيل مسيرة التحقيق منذ أن كلف به، وكان البيطار قد أعلن استئناف التحقيق يوم الإثنين الماضي، 23 كانون الثاني/ يناير، ويوم الثلاثاء التالي فجر قنبلة بإصداره قرارا، بالادعاء على ثمانية أشخاص آخرين في القضية، بينهم المدعي العام التمييزي للبنان غسان عويدات، ومسؤولان أمنيان رفيعان.
وبجانب الوزيرين اللبنانيين السابقين، على حسن خليل، وغازي زعيتر، التابعين لحزب أمل الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، استدعى البيطار شخصيات بارزة لتقديم إفاداتها، بينها رئيس الوزراء السابق حسان دياب ومدير أمن الدولة طوني صاليبا، المقرب من الرئيس السابق ميشال عون، ومدير الأمن العام عباس إبراهيم، الذي يعتبر مقربا من الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل.
انشقاق في الجسم القضائي
تلك العودة القوية من قبل القاضي طارق البيطار، وما أصدره من قرارات استدعاء وإدعاء، أشعلت الموقف من جديد، فيما يتعلق بتحقيقات المرفأ ومجرياتها، لكن أخطر ما أسفرت عنه، كان هو بروز حالة من الانشقاق داخل الجسم القضائي اللبناني.
فالمدعي العام التمييزي غسان عويدات، وبعد أن ورد اسمه ضمن قائمة الثمانية الجدد الذين ادعى عليهم طارق البيطار، رد يوم الأربعاء 25 كانون الثاني/ يناير، بإطلاق سراح 17 موقوفا، في قضية انفجار المرفأ، ثم أعلن إحالة البيطار نفسه، إلى هيئة التفتيش القضائي، بتهمة “التمرد على القضاء واغتصاب السلطة”، في وقت يؤكد فيه الإدعاء العام اللبناني أن التحقيق مازال معلقا.
في مقابل ذلك رد القاضي طارق البيطار، على ما قام به غسان عويدات، بتصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية قال فيها “أنا ما زلت المحقق العدلي ولن أتنحى عن الملف، أما عويدات، فلا صلاحية له للادعاء علي”. كما رفض الدعوة للمثول أمام القضاء الخميس الماضي 26 كانون الثاني/يناير.
جبهة أهالي الضحايا تشتعل
في ظل كل تلك التطورات، اشتعلت جبهة أهالي ضحايا مرفأ بيروت، والذين تابعوا في أسى على مدى فترة طويلة، كيف أدت العراقيل وتكتل ساسيين نافذين، إلى تعطيل التحقيق لمدة عام كامل وفق رأيهم، وقد عبر كثير من أهالي الضحايا عن خيبة أملهم، وعن أنهم وبعد خيبتهم، وفقدانهم الثقة في الطبقة السياسية اللبنانية، باتوا فاقدي الثقة في النظام القضائي اللبناني ودولة القانون، وهم يتابعون وقوف رجال قضاء في وجه مساعي القاضي طارق البيطار، لاستئناف التحقيقات ومعرفة من المسؤول عن الانفجار.
وأدت التطورات الأخيرة، إلى غضب شديد، في أوساط عائلات ضحايا انفجار المرفأ، وفق العديد من التقارير اللبنانية ، بعد أن كان أهالي الضحايا قد تفاءلو خيرا، بقرار القاضي البيطاراستئناف التحقيق، ويوم الأربعاء 25 كانون الثاني/يناير تظاهر عشرات من أهالي الضحايا، أمام منزل المدعي العام التمييزي في لبنان غسان عويدات.
ومساء اليوم التالي الخميس 26 كانون الثاني/ يناير، حاولت مجموعات ممن وصفتهم الوكالة الوطنية الحكومية للأخبار، بأنهم من عائلات الضحايا، اقتحام وزارة العدل، احتجاجا على ما أسموه بسعي السلطات القضائية، لإعاقة التحقيق، لكن الجيش اللبناني تدخل وقام بتفريقهم.
ولايبدي كثيرون من أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، تفاؤلا بشأن مستقبل التحقيق، في ظل الضغوط المتصاعدة، التي تمارس على القاضي طارق البيطار، وهم لايتوقعون إمكانية استمراره في آداء مهمته، مع عدم قدرته على تنفيذ قراراته، أو تنفيذ الاستدعاء بحق شخصيات نافذة، في وقت دعت فيه كل من منظمتي هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى “تبنى قرار عاجل لتعيين لجنة تحقيق محايدة
يذكر أن التحقيق في قضية انفجار مرفأ بيروت، بقي معطلا لمدة عام، بفعل ممانعة عدد من المسؤولين السياسيين، الذين تم استدعاؤهم للتحقيق، في وقت اعتبرت فيه الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، أن القضاء تجاوز صلاحياته، ورفضت رفع الحصانة عن نواب سابقين ومسؤولين أمنيين، يريد القاضي طارق البيطار استجوابهم.
إذا كنتم لبنانين خارج أو داخل لبنان كيف ترون التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالتحقيق في إنفجار مرفأ بيروت؟
إذا كنتم من أهالي الضحايا تحدثوا لنا عن احساسكم بعد هذه التطورات؟
لماذا قال كثير من أهالي ضحايا انفجار المرفأ أنهم فقدوا الثقة في النظام القضائي اللبناني؟
بعد معارضة شخصيات قضائية لنهج القاضي طارق البيطار هل تتوقعون أن يستمر الرجل في مهمته؟
ولماذا برأيكم تقف شخصيات سياسية وقضائية نافذة في وجه التحقيق؟
كيف ترون دعوات منظمات حقوقية دولية للأمم المتحدة لتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في إنفجار المرفأ؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 30 كانون الثاني/ يناير.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابطعلى موقع يوتيوب