آخر خبر

دقيقة من فصلك | صحيفة مكة


تنبيه.. المحتوى تصلح قراءته لمن معه قلبه وحضر عقله.

يقول عالم التحليل النفسي سيجموند فرويد «وجود الرأس في الجسد حقيقة ثابتة؛ ولكن وجود العقل داخل الرأس مسألة فيها نقاش».

مر عام وتلاه عام وكأنما هي حالة من الأوهام من استرجاع للماضي أو استحضار للآتي؛ لنبدأ تساؤلاتنا الخمس بـكيف؟ ومتى؟ وأين؟ ولماذا؟ وماذا؟ وكل إجابة تحتاج إلى قصة من الخبرات الإيجابية والسلبية التي تحتاج إلى تفنيد؛ لنعيش بأقل الخسائر وأكبر الفرص مع ذواتنا.

دقيقة من فضلك؛ آلية نفسية قابلة للاستخدام الآدمي؛ نحن نحتاج لذلك الانفصال الفعّال بين الشعور واللاشعور ومختلف الأمور؛ لسلامة الشخصية والاحتفاظ بالصحة النفسية.

قبل اتخاذ قراراتنا لا بد من ممارسة تلك الخلوة البينية التي تجعلنا أكثر قدرة على الوعي الآني بالحاضر الذي نعيشه واللاوعي بالتصور القريب الذي فاتنا من أيام أو أسابيع وذكريات العقل الباطن البعيد لما عشناه من سنوات لما سنقوم به من خطوات هل هي صحيحة لنستمر ونتطور أم خاطئة لنتراجع ونتقهقر.

جميعنا يعيش في خضم أحداث يومية متتابعة بمختلف شؤون حياتنا؛ فهنالك الكثير من الأمور الإدارية والعقبات الوظيفية والتحديات التنظيمية وما نواجه من أمور مجتمعية لرغباتنا واحتياجاتنا ومسؤولياتنا وحقوقنا وواجباتنا؛ جميعها تمارس علينا ضغوطا بطريقة مباشرة وغير مباشرة والتي تلزمنا للخروج من هذه الدوامة بحالة من الانفصال المتقطع لإحداث الثبات النفسي والجسدي.

هذا الانفصال الإرادي؛ وأقصد ما نقوم به ونحن في كامل قوانا المشاعرية والعقلية يعيدنا إلى طبيعتنا الإنسانية في التفكير الإيجابي والتعاطف البشري؛ مع أنفسنا لتخفيف وطأة تحديات الحياة «وإن لنفسك عليك حقا» وهذا الحق هو ذلك الأمان والاطمئنان.

دقائق الانفصال هي تمارين نلجأ إليها ونمارسها بخلوة يتحد فيها العقل والجسد بعيدا عن أي أحد دون إضافة لأي مستجد.. فقط مجرد أن نبتعد.

مقارنة وتشبيه لدقيقة الانفصال مع جهاز الحاسب الآلي بعد الضغط على إعادة التشغيل Restart لترتاح مكونات الجهاز الداخلي ويهدأ دورانها وتبرد حرارتها؛ وأجدها كذلك مكوناتنا الداخلية بأجسادنا البشرية والتي تعطينا إنذارات مسبقة بإشارات تحذيرية بحاجتها لذلك الانفصال المؤقت حينا بعد حين لتستجمع قواها.

علم النفس المعرفي يهتم بدراسة العمليات العقلية العليا وهي الانتباه والإدراك وهما منبهان حسيّان لرسم حياة الإنسان تقودانه لتشكيل المعرفة الموصلة لحل المشكلات وبالتالي تحقيق الإبداع والابتكار واتخاذ القرارات.

دقائق الانفصال هي حالات انعزال؛ نستخدمها لنركن بعيدا عن الواقع الإلزامي الممل إلى الخيال الاختياري المتأمل؛ فالتصور والتخيل ملكتان منحنا إياهما الوهاب لنستمر في الارتقاء الروحاني من خلال أحلام اليقظة الإيجابية المنضبطة والمقننة التي تجعل الفرد يعيش خيالا خصبا قابلا للتحقيق ويخرج من سجن الواقع الرتيب لتحقيق الإنجاز والترتيب؛ مصداقا لقوله تعالى «أفلا يتفكرون» و«أفلا يبصرون» و«أفلا يعقلون».

دقيقة من فصلك ترجع إليك قلبك وعقلك.

[email protected]



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى