أخبار العالم

مدينة الفقيه بن صالح تخلد ذكرى 11 يناير


نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالفقيه بن صالح، اليوم الأربعاء بمعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة بالمدينة ذاتها، ندوة علمية تحت عنوان “وثيقة المطالبة بالاستقلال 1944م.. بين دروس ملحمة الكفاح الوطني ورهان تثبيت الوحدة الترابية المغربية”، بمناسبة تخليد الشعب المغربي للذكرى الـ79 تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

وفي هذا الصدد، أكدت مريم بوزكراوي، مديرة فضاء الذاكرة التاريخية بالفقيه بن صالح، أن هذا الذكرى تشكل منعطفا حاسما في ملحمة الكفاح الوطني الذي قاده بطل التحرير والاستقلال الملك محمد الخامس بالتحام وثيق مع الشعب وقادة الحركة الوطنية في سبيل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.

وأشارت بوزكراوي، التي ألقت بالمناسبة كلمة المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير المعدة بمناسبة تخليد الذكرى الـ79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، إلى أن هذه الندوة تندرج في إطار تذكير الأجيال الصاعدة بمغزى هذه المحطة البارزة في مسيرة كفاح الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي من أجل الحرية والاستقلال والدفاع عن المقدسات الدينية والوطنية.

وفي السياق ذاته، تناولت الباحثة ذاتها المختصة في التاريخ المعاصر، في مداخلة لها تحت عنوان “ذاكرة الحركة الوطنية خلال مرحلة المطالبة بالإصلاحات بين الحمولة التاريخية والعمل السياسي”، المسار النضالي لرموز الحركة الوطنية ما بين سنتي 1934 و1944، مركزة على تنامي العمل الوطني وإحداث منابر صحافية لنشر الوعي الوطني في أوساط المجتمع المغربي والتعريف بالقضية الوطنية للرأي العام الفرنسي والدولي.

وتطرقت الباحثة لدور الأحزاب السياسية في مطالبة السلطات الاستعمارية الفرنسية في تنزيل الإصلاحات وبنود معاهدة الحماية على أرض الواقع؛ ما مهد – حسبها – لمرحلة مهمة في تاريخ المغرب، حيث تم استغلال الظرفية الدولية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.

من جانبه، دعا المصطفى ويرزاد، مدير معهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة، خلال هذا الملتقى العلمي الذي ينظم بشراكة مع المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح ومعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة وبتنسيق مع السلطات، متدربي مؤسسات التكوين المهني الفلاحي بإقليم الفقيه بن صالح وكافة الشباب إلى استلهام أمجاد وبطولات الأسلاف وتذكر التاريخ المجيد للمملكة من أجل تعزيز هويتهم وحبهم للوطن.

وقال ويرزاد “إن هذا الملتقى العلمي يروم تعزيز الرأس المال التاريخي الوطني في صفوف الشباب لاستلهام القيم التي تحلى بها الأجداد في التصدي للمستعمر من أجل الاستقلال والتحرير”، مشددا على أن غرس قيم المواطنة والهوية الوطنية يشكل عاملا رئيسيا لتأهيل الرأسمال البشري.

من جهته، تطرق محمد ند عبد الله العبدلاوي، رئيس المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح، في مداخلة موسومة بـ«وثيقة المطالبة بالاستقلال براعة استهلال”، لمفهوم الوثيقة لغويا ودينيا مركزا على مضامين الوثيقة.

وأكد رئيس المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح أن الوثيقة تعد من الذكريات المجيدة في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية والتي تحتفظ بها الذاكرة التاريخية الوطنية، داعيا متتبعي الندوة والناشئة على وجه الخصوص ومتدربي مؤسسات التكوين المهني الفلاحي بإقليم الفقيه بن صالح إلى استحضار دلالاتها ومعانيها العميقة وأبعادها الوطنية.

وفي كلمة مختصرة، شدد المدير الجهوي للفلاحة على أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تعبر عن التلاحم التاريخي بين السلطان محمد بن يوسف والحركة الوطنية والشعب في الدفاع عن القيم الدينية والثوابت الوطنية للمملكة، مشيرا إلى أنها نقطة تحول في مسلسل النضال الوطني الذي قاده الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد.

وسلط محسن بوعلالى، باحث في التاريخ المعاصر، في مداخلة موسومة بـ”دور الحركة الوطنية في تقديم المطالبة بالاستقلال.. قراءة في السياق والدلالات”، الضوء على الإرهاصات الأولى للحركة الوطنية بالمغرب، لافتا إلى أن ظهور الحركة الوطنية ساهمت فيه عوامل سياسية اجتماعية وفكرية عديدة؛ إلا أن الفتيل الذي أشعل لهيب المقاومة هو الظهير البربري 1930 الذي كان بمثابة النقطة التي أفاضت غضب المقاومين الذين نددوا في شكل احتجاجات ومظاهرات بالسياسة الاستعمارية التخريبية.

واستعرض الباحث ذاته عددا من الوثائق المطالبة بالاستقلال التي طالها النسيان مقارنة مع الصدى السياسي الذي لقيته وثيقة 11 يناير 1944 التي تقدم بها حزب الاستقلال، وأهم العوامل التي حالت دون إشعاعها وسط المناخ السياسي المغربي آنذاك، كما شملت الورقة البحثية كذلك قراءة في أهم دلالات ومضامين الوثيقة.

واختتمت فعاليات الندوة العلمية بمداخلة محمد آيت تفغالين، باحث في تاريخ المغرب المعاصر، الموسومة بـ”السياسة الاستعمارية اتجاه الحركة الوطنية المغربية قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية من خلال قراءة في وثائق فرنسية”.

وتطرق الباحث في هذه المداخلة لملاحظات أساسية حول مفهوم التاريخ والذاكرة، ثم مفهومي المقاومة المسلحة والسياسية أو الحركة الوطنية، ثم قراءة سريعة في وثيقة فرنسية من منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

يشار إلى أن هذا الملتقى العلمي، الذي سهر على تنشيط فقراته محمد عبيدة عضو المجلس العلمي المحلي بالفقيه بن صالح وحضرته سلطات الفقيه بن صالح والمدير الجهوي للفلاحة والمنتخبون ورؤساء المصالح اللاممركزة بالإقليم، شهد عرض شريط وثائقي حول ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال وتنظيم معرض لإصدارات ومنشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى