“القرآن والنساء” في طبعة جديدة .. أسماء المرابط تناقش “التحرر بالذكر الحكيم”

طبعة جديدة باللغة العربية لكتاب “القرآن والنساء-قراءة للتحرر” صدرت عن دار الإحياء للنشر والتوزيع.
هذا الكتاب الذي نشر قبل 14 سنة باللغة الفرنسية، ترجم إلى اللغات العربية والفارسية والإيطالية والإسبانية، وهو من أبرز العناوين التي خطتها الباحثة التي سبق أن ترأست مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، التابع للرابطة المحمدية للعلماء.
وحول هذا المؤلف، الذي ترجمه محمد الفران، تقول أسماء المرابط إنها تعطي فيه “الكلمة للقرآن، الذي يتكلم مع الرجال والنساء، ولكن كان تهميشٌ لجانب مخاطبته النساء”، وهو ما دفعها إلى أخذ “نماذج بلقيس وزليخة ومريم وآسية، ونماذج مختلفة قرأتها، وبلورتُ نظرة حول هذه الخطابات القرآنية حول نساء”.
وتضيف المرابط أن في الجزء الثاني من الكتاب حول حوار القرآن مع النساء، “آيات أسباب نزولها عند المفسرين والمؤرخين نساء، ونزل الوحي في أحايين مستجيبا لدعوة، شيئا ما، نقدية لنساء في ذلك العهد، ضاما إياهن لمجتمع الوحي. ومن بين ما أستحضره محاورة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في المساجد، واليوم لا نجد هذا في مساجدنا”.
وفي مقابل “نموذج تحرر غربي” واحد يقدَّم للنساء والرجال، تطمح أسماء المرابط من خلال أعمالها، ومن بينها هذا العمل، “إظهار أن هناك نموذجا تحرريا من داخل السياق القرآني”.
وتصدر غلاف الطبعة الجديدة اقتباس يوضح ما يروم إليه الكتاب، يقول: “القراءة التحررية ستمكن من إعطاء المرأة استقلالها الحقيقي وهويتها الإسلامية الأصيلة، سواء فيما يخص حقوقها أو فيما يخص المسؤوليات المنوطة بها. كما ستمكن في النهاية من الاعتراف للمرأة بحقوقها والنظر إليها بوصفها شريكا فعالا في مسلسل الإصلاح وإعادة التأويل الديني الذي يعرفه عالمنا الإسلامي في الآونة الأخيرة”.
وتنفي المرابط “تشجيع كتابة تفسيرية نسائية خاصة، تنفصل وتقطع مع أربعة عشر قرنا من تقاليد التفسير القديم”؛ لأن “هذا الأخير يشكل تراثا غنيا جدا بالنسبة للذاكرة الإسلامية، كما أن مساهمته تعتبر أساسية بالنسبة لكل دراسة معمقة للنص القرآني”، بل إن عملها دعوة إلى “ضرورة إعادة النظر وتصحيح بعض الأحكام التاريخية المسبقة التي تكرس اللامساواة بين الجنسين”، التي نتجت عن “فهم بشري غير مكتمل للنص القرآني”.
وترى المرابط أن “شجب الخضوع والخنوع الذي ظلت المرأة المسلمة ضحية له على مر التاريخ” بمثابة “عبادة وإيمان وإخلاص لرب العالمين”، مؤكدة أن هذا هو “التحرر الذي نقصده”.