أخبار العالم

مهرجان المسرح العربي يفتتح دورته الـ 13 بالبيضاء بتكريم جيل الرواد



من مدينة الدار البيضاء، انطلقت مساء الثلاثاء الدورة الثالثة عشر من مهرجان المسرح العربي الذي يحط رحاله هذه السنة في المغرب برعاية ملكية.

واستقبل مسرح محمد السادس بالعاصمة الاقتصادية أبرز مسرحيي المنطقة، وشهد تكريم 10 وجوه مسرحية مغربية من جيل الرواد، بعدما استقبلت الرباط في دورة سابقة فعاليات مهرجان المسرح العربي.

وتم تكريم 10 فتانين مغاربة ساهموا في إثراء المشهد المسرحي المغربي بإنتاجاتهم، وهم نزهة الركراكي، وفاطمة الغالية الشرادي (رائدة المسرح الحساني)، ومليكة العمري، وعبد الرزاق البدوي، ومحمد التسولي، ومصطفى الزعري، ومصطفى الداسوكين، وعبد الإله عاجل، ومحمد الجم، ومحمد بلهيسي.

وأمام جمهور من مختلف أنحاء المنطقة المغاربية والعربية، ومسؤولي وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والهيئة العربية للمسرح، ومنظمتي الإيسيسكو والألكسو، انتقل عرض حفل الافتتاح بين مناطق المغرب، عارضا آثاره ومكنوناته الاقتصادية، دون الغفلة عن المنجز الكروي الأخير في كأس العالم، نالت مقاطعه تصفيقا حارا من جمهور المهرجان.

وفي اليوم العربي للمسرح، تمسكت الهيئة بتقليدها السنوي الذي يعطي لمسرحي عربي الكلمة للحديث عن أحوال المسرح وأناسه وجمهوره، واختير هذه السنة الفنان العراقي جواد الأسدي، الذي فتح أمام الحاضرين جروح العراق ودول المنطقة، ومأساة جزر مس “المعرفة المسرحية” وترك جمهورا “بلا أرضيات فلسفية وجمالية” ليحل “الانهيار الثقافي المدوي” وتتسيد “ثقافة الغريزة”، قبل أن تتوالى أسئلته المفتوحة عن إمكان “أنشودة للأمل”، و”غيم يلقي على البشرية سلاما” و”عاصفة تكنس الجهلة ولصوص الخراب (…) المستثمرين في جوعنا وعرينا”، و”جمهور يحتشد ثانية أمام شباك التذاكر”.

محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، قال في كلمته الافتتاحية إن هذه التظاهرة تجمع الامتداد الجغرافي للعالم العربي لتنشر “عبر المسرح قيم السلام والتسامح”.

وأضاف متحدثا عن “مهرجان المسرح العربي” أن “هذه تظاهرة وازنة لتقوية المسرح العربي وانفتاحه وتعاطيه مع قضايا الحاضر والمستقبل”.

سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو، حيّا الملك محمدا السادس الذي منح هذا الموعد رعايته، كما حيّا سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، على رعايته للمهرجان.

وعاد المالك إلى قولة “أعطني مسرحا أعطك أمة”، ثم استفاض متحدثا عن أهميتها “لمن يفهم مغزاها”، مع حديثه عن كون الفن هو “الالتزام بالأهداف السامية، وما يفترضه من تضحيات وصبر وإفادة”.

وذكر المدير العام للإيسيسكو عددا من رموز المسرح المغربي الذين يثبتون “رسوخ قدم مسرح المغرب واضطراد عطائه”.

محمد ولد اعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم-ألكسو، تطرق من جهته إلى “قيمة ومكانة فن المسرح ضمن النسيج الثقافي والإبداعي للأمة العربية”، كما أبرز أهميته بوصفه “فنا حاملا للقيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب (…) هو فن يؤكد إنسانيتنا المشتركة، وأن لنا نفس المشاعر والمشاكل والاهتمامات”.

ولم يغب عن كلمة ولد اعمر استحضار الصعوبات التي عاشها المسرحيون خلال جائحة كورونا، وتطلعه إلى طقوس جديدة للمسرح، لا في جانبه الترفيهي فقط، بل في جانب “الالتقاء والمشاركة في فضاء واحد”، من أجل “الحرية والابتكار ونبض الحياة”.

إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، رأى أن المسرح “رأس حربة الإبداع وسنامه”، وتوجه للمسرحيين قائلا إن الهيئة “هي بيتكم، الذي يكبر بمبادراتكم وأفكاركم، أنتم صوتها وصورتها”، قبل أن يضيف: “لنا انحياز للإبداع والمبدعين بدون تردد”.

وكشف إسماعيل عبد الله إصدار الهيئة 12 كتابا حول المسرح المغربي، مع ذاكرة للمسرح بالبلاد، لمواكبة الدورة الجديدة.

وتشبثت كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح بالأحلام الواقعية التي يأتي المسرحيون بها إلى المغرب، ويستمر بها توقد “نارنا المقدسة”، قبل أن يزيد: “باقون على صهوة خيولنا ما دام المسرح فينا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى