الأخبار الرئيسية

إلى أي كفة تميل واشنطن في الصراع التركي


أعاد موقع أميركي متخصص في الشؤون الأمنية، تسليط الضوء على موقف الولايات المتحدة من النزاع المستمر بين تركيا واليونان، حيث يتجادل كلا البلدين الجارين حول ملف اللاجئين والتنقيب في جزرٍ تقع شرق المتوسط، علاوة على خلافاتهما حيال جزيرة قبرص المقسّمة والحدود البحرية بينهما، وهو ما دفع الجانبين في السابق عدّة مرات إلى شفا الحرب.

وبحسب تقريرٍ مطوّل نشره موقع Wars on rocks ، قد لا تكون واشنطن “الوسيط المحايد” بين أنقرة وأثينا إذا ما نفّذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديداته حول هجومٍ محتمل على الأراضي اليونانية بعد كشف منتصف الشهر الماضي عن نوعٍ جديد من الصواريخ التي تنتجها بلاده و”تخيف” أثينا، على حدّ تعبّيره.

تركيا اليونان تعبيرية

دور حيادي

وتعليقاً على التقرير رأت أكاديمية ومحللة سياسية تركية أن “وجود الدول الثلاث الولايات المتحدة وتركيا واليونان في حلف شمال الأطلسي (الناتو) يرغم واشنطن على لعب دورٍ حيادي بين أنقرة وأثينا كي تحافظ على علاقاتها مع كلا الطرفين وعلى توازن الحلف العسكري الذي تنتمي إليه الدول الثلاث”.

وقالت المحللة السياسية والأكاديمية بانغي بشير لـ “العربية.نت” إن “الولايات المتحدة تبدو في بعض مواقفها منحازة إلى اليونان، لكنها في نهاية المطاف تحاول توفير بعض التوازن بين كلا الجانبين لاسيما وأن أي تعارض بين أنقرة وأثينا من شأنه إلحاق الضرر بالناتو”.

كما أضافت أن “الجانب الأميركي يحاول الحفاظ على حياده فيما يتعلق بالنزاع المتواصل بين تركيا واليونان، فهو الطرف الوحيد والأقوى الذي يمكنه أن يعلب الدور الأبرز لإحلال السلام بين البلدين المتنازعين”، على حدّ تعبّيرها.

نزاع تاريخي

وكان التقرير الذي نشره قبل أيام موقع Wars on rocks الأمريكي المتخصص في الشأن الأمني، قد سلّط الضوء على الموقف الأمريكي من النزاع التاريخي بين تركيا واليونان في مراحلٍ مختلفة منذ الغزو التركي لقبرص في العام 1974 وصولاً للتهديدات التركية الأخيرة باجتياح اليونان نهاية العام الماضي.

ولم يتوقّف الرئيس التركي خلال العام الماضي عن تهديد اليونان بهجومٍ عسكري وشيك حال استمرار أثينا في تسليح جزرٍ تقع في بحر إيجه، الأمر الذي وجدت فيه وزارة الخارجية الأميركية أنه يصرف الانتباه عن “هدفٍ أكثر عدوانية”، وهو روسيا وفق ما ورد في تقرير الموقع الأميركي.

ووفق تقرير الموقع الأميركي، تبدو وساطة واشنطن المعتادة بين حليفين في الناتو “مهددة” اليوم نتيجة توتر العلاقات التركية ـ الأمريكية طيلة السنوات الماضية على خلفية دعم الولايات المتّحدة للمقاتلين الأكراد في سوريا وشراء تركيا منظومة الدفاع الجوي الروسية الصنع إس – 400 وهو ما أدى لاحقاً إلى تعليق صفقة بيع طائرات إف – 16 الأمريكية إلى أنقرة.

كما أن تزويد الولايات المتحدة لليونان بمنظومة أسلحة متطوّرة ترى فيها تركيا تهديداً مباشراً عليها، تهدد أيضاً وساطة واشنطن بين أنقرة وأثينا، بحسب تقرير Wars on rocks الذي كشف أيضاً عن أن خيارات الولايات المتحدة قد تكون “مكلفة للغاية وصعبة” إذا ما بلغت الخلافات الحالية بين تركيا واليونان مرحلة النزاع المسلّح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى