ساكنة “براريك” تستفيد من بقع بالحاجب

أطلق المغرب منذ سنة 2004 برنامجا وطنيا تحت شعار “مدن بدون صفيح”، بمقاربة اجتماعية إنسانية تروم تحسين ظروف عيش قاطني دور الصفيح بعدد من المدن بهدف محاربة هذه الفضاءات السكنية غير اللائقة، التي تفتقر إلى التمازج الاجتماعي وتتسم بمظاهر التهميش.
ويهدف برنامج إعادة إيواء قاطني دور الصفيح، الذي يندرج في إطار التوجيهات الملكية، إلى تمكين كل الفئات الاجتماعية من السكن اللائق، مع تحسين ظروف عيشها بشكل يضمن كرامتها، وكذا إعطاء دفعة جديدة للسياسة الوقائية الرامية إلى الحد من السكن غير اللائق، وتحسين المشهد الحضري للمدينة أو المنطقة المعنية.
إقليم الحاجب من الأقاليم التي انخرطت في عملية إعادة إيواء ساكنة دور الصفيح، حيث قامت السلطات الإقليمية، بشراكة مع ولاية جهة فاس مكناس، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، ومؤسسة العمران، وجماعة لقصير، بتوفير وتجهيز مساحة أرضية تقدر بحوالي 40 هكتارا بهدف إعادة إيواء ساكنة دوار الكرم التابع لجماعة لقصير بدائرة عين توجطات، وهي العملية التي استجابت لها الساكنة المعنية.
وفي تصريحات متطابقة، أكد عدد من قاطني دوار الكرم الصفيحي أن عملية إعادة إيواء الساكنة القاطنة حاليا في “البراريك” مبادرة إنسانية واجتماعية مهمة بالنسبة لهم، مضيفين أن عشرات الأسر بدأت عملية هدم منازلها الصفيحية، بعد استفادتها من بقع أرضية مجهزة بكل التجهيزات في تجزئة الكرم الجديدة.
وحسبما عاينته هسبريس، فإن التجزئة السكنية الجديدة، المخصصة لإعادة إيواء قاطني دوار الكرم، تم تجهيزها بجميع التجهيزات، بما في ذلك شبكة الصرف الصحي والكهرباء والماء والإنارة العمومية والطرقات، إضافة إلى وحدات مخصصة للوقاية المدنية لاستعمالها في إطفاء الحرائق.
وتضم التجزئة الجديدة، التي سيتحول إليها سكان دوار الكرم، مسجدا كبيرا مخصصا لصلاة الجمعة، وثلاثة مساجد للصلوات الخمس، وفرانين عموميين، وحمامين عموميين، وروضا للأطفال، ومركزا صحيا، ومركزا نسويا، ودارا للشباب، وملعبا للقرب، ومدرسة حرة، ومدرستين ابتدائيتين، وإعدادية، وثلاثة تجهيزات إدارية (مقر الجماعة وتجهيزان حسب الاحتياجات).
وقال حسن، أحد المستفيدين من عملية إعادة الإيواء، إنه استفاد من رسم قانوني للبقعة الأرضية بالتجزئة السكنية الكرم، وقام بهدم بيته الصفيحي الذي كان يسكنه رفقة أبنائه، في انتظار الحصول على التصميم ورخصة البناء لمباشرة بناء منزله الجديد، مضيفا أن “البراريك” في دوار الكرم كانت بالنسبة لقاطنيها عذابا أليما، حيث يعانون في فصل الشتاء من الفيضانات وتراكم الأزبال والنفايات والأوحال، وفي الصيف يعانون من ارتفاع درجات الحرارة.
وأكد أن جميع سكان دوار الكرم الصفيحي عبروا عن رغبتهم في الاستفادة من المشروع الاجتماعي والإنساني (إعادة الإيواء)، مشيرا إلى أن عشرات الأسر استفادت من العملية، وقامت بهدم بيوتها العشوائية بهذا الحي الصفيحي الذي يعتبر من مخلفات الاستعمار الفرنسي.
وتتدرج عملية إعادة إيواء قاطني دوار الكرم بجماعة لقصير في إطار العملية الاجتماعية والإنسانية، وكذا في إطار التوجيهات الملكية الرامية إلى توفير سكن لائق لعموم المواطنين، خاصة الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر وتسكن أحياء صفيحية.