آخر خبر

رفع أمير الشعراء.. نصبا وكسرا


اختلف علماء اللغة العربية في إعراب كثير من الكلمات في أبيات شعرية، وكان لكل منهم إعراب يبرر رأيه، وهو خلاف مثير.

‏الخلاف أمر مشاع ووارد، لكن الخطأ خطأ وليس له ما يبرره.

‏ربما لم يعلم الكثير عن مسابقة «أمير الشعراء» التلفزيونية قبل أن يطير «فيديو» خطأ لجنة التحكيم في المسابقة بإعراب كلمة «سخاؤها» في بيت الشعر الذي يقول: «ويعجبني في الذكريات سخاؤها.. إذا شحت الأوقات في الذهن تغدق»، الذي لم يبق أحد لم يعلق عليه أو يتهكم ويسخر من لجنة التحكيم، وهذه هي أجواء وطقوس «السوشال ميديا»، نعم أخطأت اللجنة وأصاب الشاعر، ولا تحتاج المسألة إلى مراجع لغوية لتفصل فيها وتصدر حكما عليها.

‏أخطأ السيد علي بن تميم وهو الشاعر واللغوي المتمكن وأيد أعضاء اللجنة الخطأ ضحكا أو بخطأ آخر «يكسر» بعدما كان «النصب» عنوان الخطأ، وربما شارك فريق الإعداد في الخطأ، فلم ينبه اللجنة وقتها، لكن السؤال: هل نحتاج إلى فريق كامل يعرب كلمة لا يخفى إعرابها على أي دارس للغة العربية؟ أم أن الخطأ فيه ما فيه كما قال السيد علي بن تميم في تغريدة تبريرية بعدما آذاهم صخب «السوشال ميديا» وانتقص من قدراتهم اللغوية؟

‏وبعيدا عن الخطأ اللغوي الذي استفادت منه قصيدة لثقة شاعرها بقدراته النحوية أكثر من الشعرية، لابد من الإدراك بأن «الشعبوية» مؤثرة جدا حتى في الواثقين والمتمكنين، مثل لجنة تحكيم أمير الشعراء، ليخرج رئيسها في «تويتر» مدافعا ومبررا بالامتحان للمتسابق!

‏إذا كان الخطأ «امتحان» للمتسابق كما قال علي بن تميم، فهو أكبر من امتحان متسابق بل امتحان جمهور بدهاء إعلامي يكسب بالخطأ أكثر من الصواب، ولا أظن أهل الإعلام والاتصال والتسويق يجهلون ذلك الدهاء.

‏يقول الفرزدق «مستقبلين شمال الشام تضربنا.. بحاصب كنديف القطن منثور».

@misswalaa986



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى