الفن وصفة طبية | صحيفة الخليج

تحت السقف العالي لكلية صيدلة قديمة حُوّلت إلى مركز للفن المعاصر في مدينة مونبيلييه الساحلية في جنوب فرنسا، يتعلم أندريه وكيفن وأمبر صنع الفخاريات على مرأى من إحدى الفنانات، فقد أُرسل هؤلاء الثلاثة من طبيبهم للمشاركة في برنامج تجريبي يعتمد الفن وسيلة للعلاج النفسي.
يختلف هؤلاء المرضى الثلاثة في أعمارهم ومسيرة حياتهم، لكنهم يتشاركون نوبات الاكتئاب أو القلق نفسها، ويتابعهم قسم الطوارئ النفسية وما بعد الطوارئ في مستشفى مونبيلييه الجامعي. ولم يكن هؤلاء الثلاثة يهتمون بشكل خاص بالفنون في الماضي، لكنّهم اتّبعوا الخطوات المطلوبة منهم بالكامل في إطار هذا العلاج غير الاعتيادي الذي يستمر بضعة أسابيع.
بالنسبة إلى مركز الفن المعاصر في المدينة Mo.Co، وقسم الطب النفسي بالمستشفى الجامعي، ثمة «قناعة» مشتركة بأنّ هناك «حاجة ملحّة إلى زيادة الوعي العام بفوائد الالتزام الفني على الصحة العقلية»، وفق البروفيسور فيليب كورتيه من مركز المستشفى الجامعي في مونبيلييه.
هذا المشروع غير المسبوق في فرنسا، المستوحى من تجارب سابقة في بلجيكا وكندا والمملكة المتحدة، لديه طموح واحد، «إخراج المرضى من المستشفى عن طريق وصف الفن لهم»، بحسب كورتيه.
وتؤكد خبيرة الطب النفسي في مستشفى مونبيلييه الجامعي إيلودي ميشال: «هنا، لا يذهب الفنانون إلى المرضى؛ بل المرضى يذهبون إلى المتحف ويلتقون بالفنانين ويدخلون عالمهم».
في عام 2022، اشتمل هذا البرنامج على ثلاث مجموعات من نحو عشرة مرضى. ويشمل ذلك رحلات فنية لمدة شهر، وزيارات للمعارض وورش عمل لتعلم ممارسات فنية.