غولدن غلوب: هل يقبل نجوم هوليود على حفل توزيع الجوائز مجددا؟

وأعلنت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية سلسلة من الإصلاحات في محاولة لاستعادة الثقة بعد سلسلة من الادعاءات التي أضرت بسمعة الجائزة. وعلى الرغم من تقليص حفل جوائز غولدن غلوب لعام 2022 وعدم بثه على التلفزيون، يحاول المنظمون استعادة بريقه هذا العام.

ويتصدر “نائحات إنيشيرن” و”كل شيء في كل مكان في الوقت ذاته” الترشيحات لعام 2023 في جوائز الأفلام والتلفزيون، ويليهما “بابيلون” و”آل فيبلمان”.

وكانت ردة فعل هوليوود قوية وواسعة إثر نشر تقرير لاذع عن رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية في لوس أنجليس تايمز في فبراير/شباط 2021. وخلص التقرير إلى عدم وجود أعضاء سود في هيئة التصويت المؤلفة من 87 عضوا، وأن عددًا قليلاً نسبيًا من الأعضاء، يعملون بدوام كامل لدوريات أجنبية بارزة.

وزعم تحقيق الصحيفة أيضًا أن المجموعة غالبًا ما قبلت “هدايا مجانية” من الاستوديوهات ووكالات العلاقات العامة، التي كانت التي تسعى لحصول موكليها على ترشيحات.

وأدت هذه المزاعم إلى قيام إن بي سي بإلغاء بثها لحفل 2022، الذي أقيم خلف أبواب مغلقة بحضور عدد قليل من النجوم.

وإثر ذلك أعلنت الرابطة عن سلسلة من الإصلاحات، مثل توسيع وتنويع العضوية، وحظر قبول المواد الترويجية من استوديوهات السينما والتلفزيون.

وستكون كل الأنظار الآن في حفل يوم الثلاثاء في فندق بيفرلي هيلتون لمعرفة ما إذا كانت الجائزة قد استعادت مكانتها في هوليوود.

وتمهيدا لحفل الجوائز يذاع عدد الإعلانات التليفزيونية، كما انتشرت لوحات الإعلانية في جميع أنحاء لوس أنجليس تعلن “عودة أكبر حفلة في هوليوود”. لكن هذا يتوقف على حضور نجوم هوليوود للحفل.

نعرف أن أربعة نجوم سيحضرون الحفل بالتأكيد: المخرج كوينتين تارانتينو والممثلين بيلي بورتر وجيمي لي كرتيس وآنا دي أرماس.

وجيمي لي كورتيس وآنا دي أرماس من المرشحين لجوائز غولدن غلوب، حيث رشحت كرتيس لجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم “كل شيء في كل مكان في الوقت ذاته”، ورشحت دي أرماس لأفضل ممثلة في فيلم دراما عن دورها في فيلم “شقراء”، الذي تجسد فيه مرلين مونرو.

وتأمل الرابطة في أن الإعلان عن مثل هذه الأسماء الكبيرة مقدمًا سيشجع الآخرين على الحضور.

لكن البعض سيكون غيابهم ملحوظًا.

وقال بريندان فريزر، الذي رشح لجائزة أفضل ممثل عن فيلم “الحوت”، إنه لن يحضر الحفل بعد اتهام رئيس الرابطة السابق فيليب بيرك بالتحرش به في عام 2003.

وخلصت الرابطة إلى أن بيرك “لمس” فريزر بشكل غير لائق”، ولكن “كان المقصود أن يتم اعتباره ذلك مزحة وليس تحرشا جنسيًا”.

وتوم كروز نجم كبير آخر يكاد يكون من المؤكد ألا يحضر الحفل. وفي عام 2021، أعاد كروز ثلاث جوائز غولدن غلوب إثر الجدل الذي أثير.

ولم يرشح كروز لجائزة أفضل ممثل هذا العام، لكن فيلمه “توب غان” كان من أبرز أفلام العام الماضي، وتم ترشيحه لأفضل فيلم درامي.

كما شجعت النجمة سكارليت جوهانسون في السابق الآخرين في صناعة السينما على “عدم الحضور”، بينما كتب النجم مارك روفالو العام الماضي أن الإصلاحات التي قامت بها الرابطة كانت “غير مشجعة”.

قبل الجدل، كانت غولدن غلوب واحدة من أكثر حفلات توزيع الجوائز شعبية مع المشاهدين. كان أحد أسباب القيمة الترفيهية العالية للحفل هو الاختيار الذكي لمقدم العرض.

فعادة ما يسخر مقدمون لاذعون مثل ريكي جافيز وسيث مايرز وتينا فاي من كبار النجوم الذين يحضرون الحفل ومن نجوم هوليوود بصورة عامة، بطريقة لن تحدث في حفل توزيع جوائز الأوسكار الأكثر رسمية.

وهذا العام، سيتولى الكوميدي الأمريكي جيرود كارمايكل مهام تقديم الحفل. وعلى الرغم من أن كارمايكل ليس اسمًا مألوفًا في بريطانيا، إلا أنه شهير في الكوميديا الأمريكية.

وفي عام 2022، حصل كارمايكل على جائزة إيمي، وتم ترشيحه للظهور كضيف لتقديم ساترداي نايت لايف في نفس العام.

وقال جيرفيس لصحيفة التلغراف في وقت سابق من هذا الأسبوع: “تقليديًا، كان يُنظر دائمًا إلى جوائز غولدن غلوبز على أنها الأكثر إمتاعًا”.

وأضاف “الطاولات ممتلئة بالنبيذ المجاني، بينما تكون الجوائز الأخرى هي مقاعد المسرح وبلا شراب بالمرة”.

وقال “بالطبع، ما هو أفضل للجمهور ليس دائمًا رائعًا لمقدمي الحفل. عندما يسكر الجمهور، عليك أن تعمل بجدية أكبر لجذب انتباههم. وسرعان ما اكتشفت أن احتمال سماع شيء فظيع عن أنفسهم يجعلهم يستمعون.”

يتصدر فيلم “نائحات إنيشرن”، وهو فيلم كوميديا سوداء من بطولة كولن فاريل وبريندن غليسن ترشيحات الغولدن غلوب، حيث تم ترشيحه لثمان جوائز.

ويليه فيلم “كل شيء في كل مكان في الوقت ذاته”، بطولة ميشيل يوه، المرشح لست جوائز.

وحصل فيلم بابيلون، الذي يقدم فيه المخرج داميان شازيل لمحة عن هوليوود في عشرينيات القرن الماضي، على خمسة ترشيحات، كما حصل فيلم “آل فيبلمان”، الذي يقدم السيرة الذاتية للمخرج ستيفن سبيلبرغ، على ست ترشيحات.

وحصل كل من فيلم “إلفيس” للمخرج باز لورومان، وفيلم الرسوم المتحركة “بينوكيو” للمخرج غييرمو دل تورو، وفيلم “تار” لتود فيلد وبطولة كيت بلانشيت، على ثلاث ترشيحات.

وفي الشق التلفزيوني للجائزة، تتصدر الكوميديا المدرسية “أبوت الابتدائية” بخمس ترشيحات، وحصلت مسلسلات “التاج” و”وحش: قصة جيفري دامر” و”جرائم القتل الوحيدة في المبنى” و”تومي وبام” و”وايت لوتاس” على أربعة ترشيحات.

على الرغم من أن الفوز بجوائز غولدن غلوب ليس ضمانًا للفوز بجائزة الأوسكار، إلا أنه غالبًا ما يكون مفيدًا في رفع حظوظ فيلم أو ممثل ومنحهم دفعة قوية.

ويرجع هذا إلى حد كبير إلى الحقيقة الحاسمة المتمثلة في أن حفل غولدن غلوب يتم بثه على التلفزيون. ويمكن لكلمة تلقى وتحظى باستقبال جيد أن تلفت انتباه العدد الكبير من ناخبي الأكاديمية الذين يشاهدون الجلوب.

كما أن جوائز غولدن غلوب جيدة بشكل خاص في التعرف على المواهب الجديدة. فقد فاز كل من راشيل زيجلر وكودي سميت ماكفي وأريانا ديبوز وإيما كورين وريتشارد مادن وأوكوافينا وتارون إغيرتون بجوائز غولدن غلوب وكانت نجومهم في صعود.

وأوستن بتلر ودييغو كالفا وباري كيوغان من بين المرشحين الأصغر سنًا هذا العام. ولكن يتنافس على الجوائز أيضا عدد من عمالقة الشاشة مثل كيت بلانشيت وأوليفيا كولمان ودانييل كريغ.