أخبار العالم

البوليساريو والإرهاب في منطقة الساحل..



أصوات في الاتحاد الأوروبي تدق ناقوس الخطر

يشهد الوضع في منطقة الساحل والصحراء تدهورا بشكل حاد في السنوات الأخيرة، حيث تواجه المنطقة انتشارا مقلقا للغاية للأسلحة غير المشروعة والتهريب والإرهاب. وهذا يشكل الآن تهديدًا حقيقيا للاستقرار الإقليمي والدولي، رغم الجهود والمساعي لمحاولة مكافحة الإرهاب.

وتؤكد أحدث تقارير وتحقيقات إعلامية عن تواطؤ محتمل بين المناطق الخارجة عن القانون الخاضعة لسيطرة البوليساريو والجماعات الإرهابية، حيث توفر هذه الميليشيات الأسلحة والدعم اللوجستي، بما في ذلك الوقود، للجماعات الإرهابية.

وتفيد التقارير بأن الروابط بين البوليساريو والجماعات الإرهابية ليست جديدة خاصة أن مؤسس تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى، أبو وليد الصحراوي، كان مقاتلا في جبهة البوليساريو.

ليطرح أكثر من سؤال، حول ما الذي يمكن فعله حيال هذا الوضع المقلق للغاية في ظل تنامي الإرهاب، بينما تدفع المفوضية الأوروبية مبالغ كبيرة للمخيمات الصحراوية التي تسيطر عليها البوليساريو؟

أسئلة وغيرها طرحها عضو البرلمان الأوروبي، ووزير الداخلية الفرنسي السابق بريس أورتفو، أخيرا على المفوضية الأوروبية.

-“فهل تنوي المفوضية إجراء تدقيق للأموال المخصصة للمخيمات الصحراوية، من أجل ضمان أنها تلبي الأهداف الإنسانية فقط؟

– ثم ما هي الإجراءات التي ستتخذها لمنع التعاون المحتمل بين البوليساريو والجماعات الإرهابية؟”

بريس أورتفو، لم يتوان في تنبيه المفوضية الأوروبية إلى احتمال وجود صلات بين جبهة البوليساريو والجماعات الإرهابية.

وأشار أورتفو، في سؤال مكتوب وجهه إلى المفوضية الأوروبية، إلى تدهور الوضع في منطقة الساحل والصحراء، مما يعتبر تهديدا للاستقرار الإقليمي والدولي، خاصة أن “غياب السيطرة في المناطق الواقعة تحت نفوذ البوليساريو سيُستغل من قبل الجماعات الإرهابية”.

وفي هذا السياق، ومما يؤكد على تسهيل مرور الإرهابيين عبر المناطق الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو، عملية اختطاف ثلاثة عاملين في المجال الإنساني بالاتحاد الأوروبي سنة 2011 من طرف تنظيم “داعش” في تندوف.

وأعرب الوزير الفرنسي السابق عن قلقه إزاء المبالغ المالية الكبيرة التي يمنحها الاتحاد الأوروبي لجبهة البوليساريو كمساعدات إنسانية، داعيا إلى تتبع مسار هذه الأموال، مع اتخاذ إجراءات محددة للتعامل مع الصلات المحتملة بين الجبهة الانفصالية والجماعات الإرهابية.

النهج الإرهابي للبوليساريو وتمدد إيران المتزايد في منطقة الساحل

من جانب آخر، وفي السياق ذاته المرتبط بمنطقة الساحل والتحديات الأمنية الجمة التي تواجهها المنطقة، فإن ما زاد من تنامي العمليات الإرهابية رحيل القوة العسكرية الفرنسية الخاصة “برخان” من بعض البلدان في إفريقيا، وأصبحت منطقة الساحل تتعرض بشكل لاعتداء متزايد للجماعات الإرهابية التي استؤنفت هجماتها الأكثر فتكًا مرة أخرى.

ويرى مراقبون أن هذه القوة كانت بمثابة حصن ضد التهديدات المباشرة أو غير المباشرة للتنظيمات الجهادية المسلحة، التي قتلت حتى الآن الآلاف وتسببت في نزوح وتهجير عشرات الآلاف من المدنيين.

ويمكن القول إن الفراغ الذي تركته القوات الفرنسية، سمح لقوى أجنبية أخرى أن تملأه باستخدام مرتزقة شاملين. واستنادا لما أوردته صحيفة “ساحل أنتيليجونس” الإلكترونية في عمودها الخاص بالأخبار الاستراتيجية، فإن حزب الله اللبناني كما الميليشيات الإيرانية يتمتعون حاليًا بزمام الحرية في تنفيذ عمليات تخريبية في جميع أنحاء المنطقة وحتى في بحيرة تشاد الواقعة على الحدود بين النيجر ونيجيريا والكاميرون وتشاد.

كما يمكن التأكيد على أن الانقلابات العسكرية وأنشطة زعزعة الاستقرار في العديد من البلدان ليست بعيدة عن تدخل المرتزقة ولعب دور مزعزع للاستقرار فيها، كما هو الشأن بالنسبة للخط الذي فتحه حزب الله اللبناني تحت إشراف إيران، في معسكرات ميلشيات البوليساريو في مدينة تندوف بالجزائر، من أجل تدريب وتقديم الدعم لهؤلاء المرتزقة وهو الأمر الذي تنفيه الجزائر.

ونشطت إيران أكثر فأكثر في إفريقيا خلال الأشهر المنصرمة، لا سيما في منطقة الساحل في غرب وشمال وسط إفريقيا، بين الصحراء الكبرى والسافانا السودانية.

أمام هذا الواقع الأمني المقلق، بات من الضروري على المجتمع الدولي التعامل معه بكل حزم، ووضع حد لكل ما من شأنه أن يدخل المنطقة مرة أخرى في مواجهة غير محدودة مع الجماعات الإرهابية، كما أن هذا الوضع بات يستوجب اتخاذ إجراءات لمكافحة الإرهاب مقرونة بإدانة الجهات المتورطة، إضافة الى ضرورة تصنيف البوليساريو ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية، وبالتالي إبعاد هذه الميلشيا من مسار التسوية للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى