آخر خبر

اشتباكات السودان: ما الروابط التي تجمع الخرطوم ونواكشوط؟


  • بسام بونني
  • مراسل بي بي سي لشؤون شمال أفريقيا

صدر الصورة، Getty Images

من الصعب حصر تاريخ العلاقات الموريتانية السودانية. فخطّ الساحل الرابط بين البلدين والذي يُرجّح مؤرخون وباحثون في الأنثروبولوجيا أنّ اسمه الحقيقي هو “السهل” وليس “الساحل”، كان ممرا استراتيجيا للتجار، منذ قرون، وزادت في حركيته مواسم الحج، خاصة بعد احتلال فرنسا للجزائر، في صيف 1830.

ورويدا رويدا، بدا أنّ الإرث المشترك بين البلدين عميق بشكل مثير. فالدبلوماسي السوداني هاشم سعيد، الذي شغل منصب مستشار ثقافي وإعلامي بسفارة بلاده لدى نواكشوط، يُعدد الأمثال الشعبية التي يشترك فيها شعبا البلدين، من بينها “الخيل تجقلب والشكر لي حماد”، وهو يعني أنك تقوم بعمل لكنه يُحسب لغيرك، أو “جارك القريب ولا ود أمك البعيد”، وهو ما معناه أنك تحتاج إلى الجار القريب، في أحيان كثيرة، أكثر من شقيقك الذي يبعد عنك.

تقارب الأمزجة

ويذكر السفير الموريتاني السابق، محمد ولد مصطفى، في دراسة، أنّ الموريتانيين تفاعلوا مع النوبيين، في أقصى شمالي السودان، والسكوت والمحس ومن يتبعهم من الدناقلة، بينما تواصلوا مع الشايجية والبديرية والمناصير، جنوبا. أمّا قرب النيل، يضيف ولد مصطفى، فكان التعامل أساسا مع الجعليين وفي وسط البلاد مع المسلمية والرفاعيين.

وركّزت الأنثرولوجيا، في أبحاثها في المنطقة العربية، على دول الضفة الجنوبية للمتوسط إضافة لبلدان الشرق الأوسط والخليج، مغفلة الثراء الذي نجدها على خطّ الساحل من تمازج وقرب في الأمزجة بسبب وطأة القبيلة والحركات الصوفية والطبيعة المحافظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى