منوعات

ميدامال: الإمارات أفضل مكان للصقور



الشارقة: مها عادل
اتخذ د. زبير بن حيدر ميدامال، الباحث الهندي المقيم في الدولة، من شغفه واهتمامه بدراسة الصقور والحياة البرية، منهجاً لحياته، فكرَّس وقته وجهده لهذا المجال، ما دفعه لإجراء العديد من البحوث في علم الصقور وصيدها، ورغم أنه قادم من الهند، حيث البيئة الطبيعية هناك لا تتميز بوجود هذا النوع من الطيور، إلا أنه عزز شغفه بحصوله على درجة الدكتوراه في علم الصقور، ليصبح أول من نال درجة الدكتوراه في هذا التخصص من جامعات الهند، ويعتبر العضو الوحيد غير العربي في «نادي صقاري الإمارات»، وبحثه في إطار بيولوجيا وسلوك الصقور، بعنوان «الصقر والصقارة» في العالم العربي، وهى دراسة علمية وتاريخية، مع تأكيد أهمية العناية الصحية لهذه الطيور.

يستهل د. زبير حديثه عن جهوده في سبيل إرضاء فضوله وشغفه بدراسة الصقور قائلاً: «زرت الكثير من البلدان باحثاً عما يرضي فضولي في علم الصقور، وقضيت سنوات في التحصيل لإنجاز مادة بحثي العلمية، وحصلت على شهادة بكالوريوس في علوم الحيوانات من بلدي الهند، ثم درجة الماجستير من جامعة كاليكوتا الهندية في علوم الحيوانات البرية».

ويضيف: «حصلت على دبلومات من جامعات عدة، وزرت 13 دولة هي الإمارات وعمان والسعودية والكويت وقطر ومصر وفلسطين والأردن وألمانيا وباكستان وإيران وسرنديب والصين، وما ساعدني في إنجاز دراستي الكثير من المراكز العلمية والعملية والمستوصفات، من بينها مستشفى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للصقور بأبوظبي، وهيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها بأبوظبي، والمركز الوطني لأبحاث الطيور في سويحان، ومستشفى الصقور في الكويت ومستشفى الصقور في دبى، ومستوصف الصقر بالشارقة، ومركز التفتيش لإنتاج الصقور في دبى، ومركز فهد بن سلطان للصقور في الرياض، ومركز الصقور فى دولة قطر، والمركز التفريخي للصقور بألمانيا، ومراكز أخرى، وحاليا أعمل أستاذاً مساعداً في قسم علم الحيوانات بجامعة كاليكوت، ونجحت في تسجيل وعمل مخطط الصوت (sonogram) ل15 صوتاً لمختلف فصائل الصقور لأول مرة في العالم».

وعن بداية علاقته بالإمارات يقول: «أنا عاشق للشعوب والثقافة العربية عموماً، وتربطني علاقة خاصة جداً بالدولة التي قدمت اليها أول مرة كزائر عام 1993، ووجدت فيها كل الدعم والترحاب، فقررت التفاني في دراسة علم الصقور على أرضها، ومع مرور السنوات تم تقدير جهودي، وحصلت على الإقامة الذهبية في الدولة العام الماضي، كما كرمت بقبولي كأول عضو غير عربي في نادي صقاري الإمارات في عام 2002».

أما رؤيته للجهود التي تبذلها الدولة في رعاية الحياة البرية، فيؤكد أن «الدولة تتخذ العديد من طرق الحماية الفعالة والمؤثرة في خدمة البيئة البرية مثل إدارة الصقور، وإطلاق الصقور سنوياً في البرية، والتكاثر الاصطناعي، وأود إجراء دراسة تكنولوجية للصقور مثل المعلوماتية الحيوية في المستقبل، كما تجري المؤسسات المعنية بها العديد من تدابير الحفظ والاستباقية لهذه المجموعة من الطيور مثل التربية الاصطناعية، وإطلاق الطيور إلى الحقل، والحفاظ على موائلها البرية، وتمثل هذه الجهود الثمينة أهمية بالغة خاصة في هذا الوقت، حيث يتعرض الأمن البيئي لتهديد خطر بسبب تغير المناخ، كما أن الطيور، وخصوصاً الصقور وغيرها من الطيور الجارحة تتعرض لتهديد قد يعرضها للانقراض. ولهذا تركيزي الأساسي هو كيفية إيجاد الوسائل، العلمية والتكنولوجية لحماية هذا النوع من الانقراض، وفي رأيي دولة الإمارات العربية المتحدة أفضل مكان للعمل في بيولوجيا الصقور وبيئته».

ويؤكد أن «تربية الصقور والصقارة تعتبر جزءاً من البيئة الثقافية للمنطقة، وتعزز خصوصية التراث بالمنطقة العربية التي يجب تضافر الجهود لحمايتها، وضمان استمراريتها عبر الأجيال، خصوصاً أن هناك العديد من الفوائد لهذه الطيور، حيث تُستخدم في التقنيات الجديدة مثل الطيران والملاحة، لإبعاد الطيور الصغيرة من على المباني الشاهقة، والممرات لمنع وعرقلة مسار طائرات التجسس بدون طيار في الهواء».

ويستطرد: «تؤكد الدراسات العلمية أن هذه الطيور تتمتع بخصائص مثيرة للغاية، مثل حركاتها السريعة والمباغتة أحياناً، البصر الحاد، قدرات الهجرة والصيد، قدرات التدريب والتعلم، الانجذاب نحو المدرب وطاعته وغيرها. ولهذا أشدد على ضرورة الحفاظ عليها وعلى الموائل وتجنب المبيدات، والتلوث الكيميائي للحفاظ على سلامة مسارات هجرة هذه الطيور الملكية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى