آخر خبر

لا يعرفون معنى جريدة أو صحيفة! رفقا بالصحافة..


قبل أيام نزلت إلى عدة متاجر أبحث عن «جريدة» وكنت متوقعا أنني لن أجدها إلا في المراكز والمتاجر الكبرى في ظل العزوف عن الشراء والتحول الرقمي وما سجل مؤخرا من أعداد المبيعات للسلطة التي كانت رابعة إلا أنني لم أجد أي متجر رغم الأسماء الكبيرة التي توجهت لها للحصول على «صحيفة ورقية».

والمفاجأة هنا لا تكمن في كوني لم أجد أي جريدة في هذه المراكز التي كانت تُنزل أطنانا من الصحف يوميا وتنفد خلال الساعات الأولى من الصباح، إلا أن ما أذهلني هو أن الجميع أو الغالبية – إن صحّ التعبير – من العاملين في تلك المتاجر لا يعرفون معنى «جريدة» أو «صحيفة»، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل جربت سؤال بعض ممن في سن المراهقة عن مصطلح «الجريدة» فوجدت أنهم أيضا متعجبون، وقليل منهم لديه بعض المعرفة عن وجود صحافة الكترونية لكن «طباعة» يستغربون ذلك.

ولكي أكون واقعيا لم أكن أتوقع أن تنسى أو تدفن الصحافة بهذه السرعة وفي نفس الوقت لا أُحمّل من قابلتهم حمل هذا التجرد من أصل من أصول الإعلام في العالم، بل ما وصلت إليه صحافتنا من حال يتجاوز كل التوقعات. نحن منذ عدة سنوات نتحدث عن أن الصحافة تحتضر، ولكن ليس بالدرجة التي يتم تعجيل رحيلها دون إيجاد البديل الذي يعزز من مكانة الإعلام ويعني ذلك أن المعروف أن الصحافة هي من تقود الإعلام بشكل عام، فبدون صحافة لن يكون هناك إعلام قوي.

ورغم ما يحدث في صحافتنا السعودية، هل تعلم عزيزي القارئ أن هناك مئات الخريجين كل عام من غالبية جامعات المملكة من المتخصصين في «الصحافة» إذ إن بعض الجامعات حاولت تحسين المسميات بتسمية التخصص «صحافة الكترونية» الذي لا يختلف كثيرا عن الصحافة، وإن كنت أقصد الورقية في ظل عدم وجود حلول جذرية من وزارة الإعلام وهيئاتها في وضع معايير وتنظيمات تعيد لشريان الإعلام السعودي قوته ومكانته.

من كل ما سبق لديّ سؤال حائر لم أجد له إجابة واضحة رغم وضوح الواقع لكنه غير معلن، هل توقفت الصحف الرسمية عن الطباعة ولكنها لم تعلن ذلك؟ أو أنها تطبع باستحياء وتعلم جيدا أنها لن تجازف بإعلان التوقف لكي لا يؤثر ذلك على سمعتها؟!.

تكفى.. تكفى.. تكفى يا وزارة الإعلام رفقا بالصحافة السعودية، ما يحدث لها اليوم لا يسر معاصروها ولا يعزز من الدور الإيجابي لها في مستقبل شبابها.. نتمنى حلولا تمكن وتعزز وتدعم دور الصحافة في المجتمع السعودي، وتكون نبراسا مضيئا في مكانتها الإعلامية بين دول العالم.

[email protected]



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى