الهجرة غير النظامية تسلب حياة مئات المغاربة في 8 سنوات

معطيات مؤلمة كشف عنها تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة؛ إذ وضع المغرب ضمن قائمة أكثر عشرة بلدان عبر العالم توفي مواطنوها في طريق الهجرة صوب “الفردوس الأوروبي”.
وحسب تقرير المنظمة الدولية للهجرة حول وفيات الهجرة عبر العالم، فقد حل المغرب في الرتبة السادسة عالميا ضمن أكثر البلدان التي توفي مواطنوها في محاولة للهجرة.
وحسب الوثيقة ذاتها، فإنه منذ سنة 2014، وهو العام الذي بدأ فيه توثيق الوفيات، توفي 702 مغربي في طريق الهجرة، ويتعلق الأمر فقط بالأشخاص الذين تم التعرف عليهم؛ إذ أوضحت المنظمة أن حوالي 60 بالمائة من الموتى عبر العالم لا يتم تحديد هوياتهم.
وتصدرت القائمة أفغانستان التي توفي منها 1795 مواطنا، تلتها ماينمار بـ1467 متوفيا في طريق الهجرة، فسوريا بـ1118، ثم إثيوبيا بـ867ـ والمكسيك بـ755، فالمغرب متبوعا بالجزائر بـ653 حالة وفاة، ففنزويلا بـ494، ثم غواتيمالا بـ463 وهايتي بـ451.
ورصد التقرير وفاة 51194 فردًا عبر العالم مسجلين في قاعدة بيانات مشروع المهاجرين المفقودين منذ 2014، وأكثر من 30 ألف وفاة لأشخاص بجنسية غير معروفة أو غير محددة أو مفترضة، مما يشير إلى أن أكثر من 60 في المائة من الأشخاص الذين يموتون على طرق الهجرة لم يتم التعرف عليهم.
وحسب الوثيقة نفسها، فإن أكثر من 9000 فرد من هؤلاء الموتى ينحدرون من الدول الإفريقية، و6500 آخرين من الدول الآسيوية، وأكثر من 3000 من الأمريكتين.
وقال مهاجر مغربي في إسبانيا للمنظمة الدولية للهجرة في عام 2021 أثناء بحثه عن شقيقه الذي اختفى قبل 20 عامًا في طريقه إلى أوروبا: “مع مرور الوقت، لا توجد أخبار”.
وحسب التقرير، فإن أكثر من نصف حالات الوفاة الفردية التي تم توثيقها حدثت على الطرق المؤدية إلى أوروبا وداخلها، حيث أودت ممرات البحر الأبيض المتوسط بحياة 25104 أشخاص على الأقل.
وحصدت الطرق الأوروبية أيضًا أكبر عدد ونسبة من الأشخاص المفقودين والمفترض أنهم ماتوا، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 16032 مفقودًا في البحر لم يتم العثور على رفاتهم مطلقًا.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة: “على الرغم من الخسائر المتزايدة في الأرواح، لم تتخذ الحكومات سوى القليل من الإجراءات في بلدان المنشأ والعبور والمقصد لمعالجة الأزمة العالمية المستمرة للمهاجرين المفقودين”.
وقالت جوليا بلاك، المؤلفة المشاركة في التقرير: “بينما تم توثيق آلاف الوفيات عبر طرق الهجرة كل عام، لم يتم عمل الكثير لمعالجة عواقب هذه المآسي، ناهيك عن منعها”.
وتابعت: “بغض النظر عن الأسباب التي تجبر الناس أو تدفعهم إلى الانتقال، لا أحد يستحق أن يموت بحثًا عن حياة أفضل”.