الأخبار الرئيسية

هذا هو أحد أسرار تألق “أسود الأطلس” بنهائيات كأس العالم


في ضواحي مدينة سلا بقرب العاصمة المغربية، بوابة حديدية يجري فتحها بطريقة آلية أمام سيارات العاملين والضيوف في “أكاديمية محمد السادس لكرة القدم”، المؤسسة المغربية الفريدة من نوعها لإعداد اليافعين في كرة القدم، وفق المعايير الدولية في اللعبة.

ومن جهته، اعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أن أكاديمية محمد السادس لكرة القدم أحد أسرار التألق التاريخي لأسود الأطلس في نهائيات كأس العالم في قطر.

وتمتد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم على حوالي 18 هكتارا، وكلفت في بنائها حوالي 15 مليون دولار أميركي، وجاء بناؤها بتوجيه مباشر من العاهل المغربي الملك محمد السادس.

وعادت الأضواء لتسلط على الأكاديمية لأن 4 خريجين شاركوا في المنتخب المغربي في نهائيات كأس العالم في قطر 2022، ولعل أبرزهم “الفتى الطائر” يوسف النصيري، صاحب أعلى قفزة في تاريخ نهائيات المونديال، وعز الدين أوناحي، الذي أصبح في قلب اهتمامات نواد أوروبية ترغب في الاستفادة من خدمات لاعب مهاراتي.

ويدرس في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم حاليا 100 تلميذ يخضعون لنظام تعليمي داخلي، يجمع بين كرة القدم والدراسة النظامية، مع توفير الإقامة الكاملة من مسكن ومأكل ومرافق للعلاج، ومع قاعات للترفيه.

ففي تصريحات لـ”العربية.نت”، أكد طارق الخزري، مسؤول خلية اكتشاف المواهب في أكاديمية محمد السادس، أن الأكاديمية تتوفر على 10 ملاعب، وتقدم جميع الظروف لظهور اللاعبين على أعلى مستوى، مضيفا أن الأكاديمية تقدم لاعبين للمنتخبات الوطنية المغربية لكرة القدم، لفئات أقل من 17 سنة، وأقل من 19 سنة، وفريق الشبان والفريق الأولمبي، في تنزيل للهدف الأكبر، أي تغذية المنتخبات الوطنية، والأندية المحلية في البطولة الاحترافية.

هذا ويخضع تلاميذ أكاديمية محمد السادس لكرة القدم إلى امتحانات القبول، لاستكمال المشوار الدراسي والرياضي المجاني، مع نظام داخلي قائم على الانضباط في السلوك.

وبالنسبة إلى عبدالواحد زمراط، من فريق العمل في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، فإن الاشتغال يتواصل لمرحلة ما بعد تخرج اللاعبين، لمرافقتهم لما يغادرون أسوار المؤسسة التكوينية، ويحلقون صوب أوروبية لممارسة كرة القدم في الإطار الاحترافي الدولي.

وقبل التخرج، يستمر مشوار تكوين التلاميذ في أكاديمية محمد السادس، إلى الحصول على شهادة البكالوريا، مع تركيز على اللغات الأجنبية، وحصتين اثنتين يوميا للعب كرة القدم، ومباراة في نهاية الأسبوع.

وتطبق أكاديمية محمد السادس لكرة القدم شعار تكوين تلاميذ للمستقبل، أي صالحين للمجتمع المغربي، وقادرين على الاندماج المهني والاجتماعي، من بوابة التكوين على قيم المجتمع المدني المغربي.

ففي أقسام تعليمية بأعداد قليلة، يجري تطبيق البرنامج التعليمي المعتمد من طرف المدرسة العمومية المغربية مع التركيز على اللغات: العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.

فالتلميذ في المتوسط يبدأ التكوين الرياضي والعلمي في الأكاديمية، في مستوى السادس ابتدائي، إلى غاية الحصول على الباكالوريا، حوالي 18 عاما من العمر، فيغادر التلميذ الأكاديمية.

هذا وبدأت الأكاديمية في توجيه خريجين صوب الولايات المتحدة الأميركية لاستكمال المسار التعليمي الجامعي، مع الاستمرار في ممارسة لعبة كرة القدم. فأحد الخريجين وقع مع ناد في نيويورك، لإتقانه اللغة الإنجليزية، ورغبته في التكوين العلمي العالي.

كما أن نايف أكرد، لاعب المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم للكبار، وخريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، والمحترف في الدوري الإنجليزي، يحضر لشهادة الدكتوراه في إنجلترا في تخصص الاقتصاد.

كما أن الأكاديمية تشتغل وفق ضوابط سلوك صارمة جدا، ما يتسبب في طرد لاعبين/ تلاميذ لأنهم غير منضبطين.

وفي مرافق الأكاديمية قاعة فريدة من نوعها، متخصصة في التحليل الرياضي الفردي والجماعي عبر الفيديو، كما يجري توفير بنك معطيات خاص باللعب في المباريات لكل تلميذ ممارس لكرة القدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى