الأخبار الرئيسية

السعودية.. مهتم بالتاريخ يجمع أصدقاء بعد فراق 50 عاماً


إعادة تدوير للذكريات المتشبثة في وسط مدينة الرياض، وتجديد لمعالمها العريقة، وإحياء لطرقاتها الشاهدة على تدفق الأجيال.. هذا ما يناقشه منذ خمس سنوات المهتم بتاريخ الرياض القديمة محمد الحوطي برفقة معاصري تلك الفترة، في “ثلوثية المصمك”، وهي جلسة أسبوعية كل يوم ثلاثاء، تقام في الجهة المقابلة لقصر المصمك.

يضع الحوطي أسبوعياً مع شهود ذاك الوقت التليد، ماضيهم على طاولة النقاش، ويشكّلون مساكنهم من جديد ويطفقون عبر أزقتها ويهتدون إلى عبيرها النفاث، في جلسة متواضعة تقام في المساء.

قال الحوطي لـ “العربية.نت” إنه ينتمي لقلب مدينة الرياض القديمة، إذ ترعرع وشبّ هناك، وسَكن بالقرب من ساحة العدل، وحُفرت في ذاكرته أسواقها مثل قيصرية الصرافين وسوق الحساوية وسوق أوشيقر وحراج بن قاسم، بجانب أن المنطقة أحاطها أرقى الشوارع كشارع الوزير والثميري.

ذكريات التسعينات

أما المكان الذي يلتقي به أعضاء الثلوثية، فقد اشتهر بالتسعينات الهجرية بأسواق تجارية هُدمت عام 1407هـ، ولذا ترك المكان بصمته في وجدان الحوطي وقرر عام 2018 تنظيم لقاءات مستمرة.

وكشف أن الثلوثية جمعت الكثير ممن كانوا في حارة أو مدرسة واحدة، وشهدت لقاءات أصدقاء مع بعضهم بعضا بعد خمسة عقود من الفراق، إضافة لاجتذابها أشخاصا لم يعودوا إلى وسط الرياض منذ ثلاثين عاماً.

وذكر أنهم يتجاذبون عدة مواضيع ثرية، ويدهشون بمعلومات وإضافات مميزة، كما يتطرق الضيوف إلى ذكرياتهم، خصوصاً أن الأحياء تحوي مدارس ومساجد وملاعب، مما يجعلهم يسترجعون أبرز الشخصيات البارزة والأحداث المقامة فيها.

بداية الثلوثية

وبيّن أن الثلوثية نهضت بداية بأربعة أعضاء بوجوده: عبد الصمد الحوطي، وفهد بن هديان، وفهد بن خليف، وبحسب ما قال، فإنها وجدت دعم واعجاب الكثيرين على وسائل التواصل الاجتماعي، واستضافت أصحاب السمو الأمراء، وأساتذة الجامعات، وأطباء وأدباء وكتّابا.

وتميزت جلسة الثلوثية ببساطتها وتواضعها، وعقّب الحوطي: “جيل الطيبين بعيدون عن التكلف ويميلون للبساطة، ودائماً تجد حديثهم على طبيعته بعيداً عن الرسمية، حتى إننا نستخدم الألفاظ القديمة ونتحدث عنها حتى لا تندثر”.

ويهدف من خلال هذه اللقاءات إلى تعريف الأجيال القادمة عن تاريخ الرياض الثقافي والاجتماعي، فيما يسعى إلى جمع المواد التاريخية التي يتناولها الحضور.

واسترجع الحوطي اهتمامه وحرصه في توثيق الرياض القديمة وأحياءها ومعالمها وأسواقها، وعلى إثره نال جائزة “صناعة المحتوى الرقمي في وسائل التواصل الاجتماعي”، وكرّمه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى