أخبار العالم

مهاجرون سريون بالمغرب يعودون إلى ديارهم بعد “تبخر” حلم الفردوس الأوروبي



بعد قطعهم آلاف الكيلومترات نحو المغرب بهدف تحقيق حلم الوصول إلى إسبانيا سواء بحراً عبر “قوارب الموت” أو براً عبر ثغري سبتة ومليلية المحتلين، قرّر 4747 مهاجرا غير نظامي يتحدّرون من مختلف دول إفريقيا العودة إلى بلدانهم الأصلية خلال العامين الماضيين.

وتشير بيانات وفّرتها المنظمة الدولية للهجرة (OIM) لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي” إلى أن هذا الرّقم الذي يتعلّق بسنة 2021 والأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، يخص المهاجرين من دول إفريقية عديدة، من بينها كوت ديفوار وغينيا والسنغال ومالي والكاميرون، الذين يمثّلون الأغلبية، ثم السودانيين الذين تضاعف عدد الراغبين منهم في العودة إلى بلدانهم، خاصة بعد “أحداث مليلية”.

وتم بالفعل، حتى منتصف دجنبر الجاري، إعادة 56 سودانياً إلى وطنهم، في إطار عمليات العودة الطوعية التي تديرها المنظمة سالفة الذكر بالتنسيق مع المغرب ودول المنشأ، بينما ينتظر 150 آخرون العودة.

وقال رئيس برنامج العودة الطوعية، خورخي دومينجيز دي لا إسكوسورا، لـ”إفي”: “لقد اكتشفنا زيادة في أعداد السودانيين الذين يطلبون العودة الطوعية اعتبارا من عام 2021، مع ذروتين صغيرتين، واحدة بين شتنبر وأكتوبر 2021، والأخرى بين يونيو وشتنبر 2022”.

ويرى دومينغيز أن من بين الأسباب الرئيسية لانضمام هؤلاء الأشخاص إلى برنامج العودة الطوعية، “قلة الفرص في المغرب، لاسيما على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وصعوبات الاندماج، إلى جانب الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على تصريح الإقامة وعدم حصولهم على الطعام والسكن”.

وأضاف: “إنهم يريدون العودة إلى بلادهم لأن رحلة الهجرة في المغرب وإمكانية العبور إلى أوروبا باتت غير متوفرة وصعبة، لذلك قرروا بدء حياة جديدة في بلدهم الأصلي”.

وتستغرق إجراءات عملية العودة الطوعية ما يصل إلى أربعة أسابيع، حيث يتوجّه الراغبون في الاستفادة من البرنامج إلى مكاتب المنظمة الدولية للهجرة في الرباط أو الدار البيضاء أو وجدة، أو إلى المنظمات غير الحكومية المرتبطة بهذه المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة، حيث تتم مساعدة غير المتوفرين على جوازات السفر للحصول على تصريح دخول آمن من سفارات بلدانهم يسمح لهم بالسفر.

وقبل التخطيط للعودة الطوعية، تقوم المنظمة الدولية للهجرة بتحليل الوضع في بلد المقصد وما إذا كان بإمكان المهاجرين الوصول إلى بلدانهم بأمان وكرامة، قبل أن ترافقهم فرق المنظمة إلى مطار الدار البيضاء للوقوف على عملية عودتهم ومواكبتهم.

ويضم برنامج العودة الطوعية شقا ثانيا يتعلّق بدعم المهاجرين في بلد المنشأ، وذلك بغرض تحقيق إعادة الاندماج في مجتمعاتهم، حيث حصل السودانيون العائدون خلال العامين الماضيين، عبر مكاتب المنظمة الدولية للهجرة وشركائها، على أكثر من 200 نوع من المساعدات الإنسانية الفردية والجماعية، على شكل سكن ومساعدات طبية وغذائية، إلى جانب إطلاق مشاريع اقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى