رياضة

الدوري الإنجليزي يعود في ظل منافسة شرسة على القمة وتفادي القاع


بعد انتهاء كأس العالم… ما المنتظر خلال النصف الثاني من الموسم؟

عندما تُستأنف منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز (اليوم)، سيكون آرسنال على قمة جدول الترتيب، يلاحقه مانشستر سيتي في منافسة شرسة للغاية على اللقب حتى مايو (أيار) المقبل. ويتصدر المدفعجية، بقيادة المدير الفني الإسباني الشاب مايكل أرتيتا، المسابقة بفارق خمس نقاط، لكن السؤال الذي يجب طرحه الآن: كيف سيكون حال آرسنال من دون مهاجمه غابرييل خيسوس الذي سيغيب عن الملاعب حتى فبراير (شباط) المقبل، بعد إصابته خلال مشاركته مع منتخب البرازيل بنهائيات كأس العالم 2022 في قطر؟ لقد سجل آرسنال 33 هدفاً، واهتزت شباكه بـ11 هدفاً، ليكون صاحب أقوى خط دفاع في المسابقة. ويمتاز آرسنال بأنه يضم كوكبة من النجوم الشباب، مثل القائد مارتن أوديغارد البالغ من العمر 24 عاماً، وبوكايو ساكا (21 عاماً)، وغابرييل مارتينيلي (21 عاماً)، وبن وايت (25 عاماً)، وآرون رامسدال (24 عاماً)، وويليام صليبا (21 عاماً).

لاعبو نيوكاسل يتطلعون لمواصلة مسيرتهم الرائعة هذا الموسم والبقاء بالمربع الذهبي (رويترز)

ولأن عودة المنافسات تأتي قبل الوصول إلى منتصف الموسم فعلياً، لأن جميع الأندية العشرين لعبت ما يصل إلى 15 مباراة فقط، فإن الكثيرين، حتى من جمهور آرسنال نفسه، لا يعتقدون أن الفريق سيفوز باللقب في نهاية المطاف. ويرى المراقبون أن سيتي حامل اللقب بقيادة المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا يظل هو المرشح الأقوى للبطولة.

أما حامل اللقب مانشستر سيتي، بقيادة المدير الفني المميز جوسيب غوارديولا، فهو صاحب أقوى خط هجوم بـ40 هدفاً، من بينها 18 هدفاً للمهاجم النرويجي الرائع إيرلينغ هالاند، الذي حصل على راحة لمدة 6 أسابيع خلال بطولة كأس العالم، ثم عاد ليواصل هوايته في هز شباك الفرق المنافسة بتسجيل هدف في مرمى ليفربول في المباراة التي انتهت بفوز مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة. لقد حصل مانشستر سيتي على أربعة من آخر خمسة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، ويمتلك كتيبة من النجوم اللامعين، مثل كيفن دي بروين، وكايل ووكر، وفيل فودين، وجاك غريليش.

لوبيتيغي يبدأ مهامه فعلياً مع وولفرهامبتون اليوم (أ.ف.ب)

وخلال هذا الموسم الذي توقف بسبب كأس العالم، لعب كل فريق من الفريقين 14 مباراة، لكنهما لم يواجها بعضهما حتى الآن. ستقام المباراة الأولى بين الفريقين في 15 فبراير على ملعب الإمارات، في حين ستقام المباراة الثانية في 26 أبريل (نيسان) على ملعب الاتحاد، وهما المباراتان اللتان ستلعبان دوراً كبيراً في تحديد هوية بطل الدوري. من المؤكد أن عشاق آرسنال، الذين شاهدوا الفيلم الوثائقي «كل شيء أو لا شيء»، الذي عرض خلال النصف الأول من الموسم، قد ألقوا نظرة ثاقبة على طريقة عمل أرتيتا وشخصيته المحبوبة للغاية. ومن المؤكد أيضاً أنهم يشعرون بالانبهار من الكيفية التي حول بها أرتيتا آرسنال من فريق منهار في نهاية الموسم الماضي الذي أنهاه في المركز الخامس إلى فريق يتصدر جدول الترتيب وتخشاه كل الفرق المنافسة.

أما مانشستر سيتي فتعرض للخسارة مرتين؛ الأولى كانت أمام ليفربول بهدف دون رد على ملعب أنفيلد في المباراة التي طُرد فيها المدير الفني الألماني يورغن كلوب، والثانية أمام برينتفورد بهدفين مقابل هدف وحيد على ملعب الاتحاد في الجولة الأخيرة قبل توقف المسابقة بسبب مونديال قطر 2022.

ورغم أن فارق الخمس نقاط ليس كبيراً، فإنه يعكس قوة فريق آرسنال بعد مرور 14 جولة. ربما يعتقد نيوكاسل يونايتد، الذي يتأخر عن مانشستر سيتي بفارق نقطتين، وتوتنهام (ثلاث نقاط)، أنهما لا يزالان قادرين على المنافسة على اللقب، لكن من الناحية الواقعية يبدو أن المنافسة ستكون محصورة بين آرسنال، الذي حصل على لقب الدوري آخر مرة في عام 2004، ومانشستر سيتي حامل اللقب.

هالاند قوة مانشستر سيتي الضاربة هجومياً وسلاحه في محاولة الاحتفاظ باللقب (أ.ب)

معركة المربع الذهبي

نجحت ثلاثة أندية فقط من الدوري الإنجليزي الممتاز في كسر التوقعات المعتادة بشأن المراكز الأربعة الأولى المتأهلة لدوري أبطال أوروبا على مدار العشرين عاماً الماضية – ليستر سيتي عندما فاز باللقب في عام 2016، وإيفرتون في عام 2005، ونيوكاسل يونايتد في عام 2003. وخلال الموسم الحالي، يعد نيوكاسل هو التهديد الأكبر مرة أخرى للأندية التي تسعى للتأهل لدوري أبطال أوروبا. قد يشير التاريخ إلى خلاف ذلك، لكن بالنظر إلى المستويات القوية التي قدمها نيوكاسل قبل فترة التوقف، فمن المرجح أن ينجح إيدي هاو في أول موسم كامل له في ملعب «سانت جيمس بارك» في قيادة الفريق لاحتلال أحد المراكز الأربعة الأولى بعد أن بدأت الأموال تتدفق من المملكة العربية السعودية.

وبالنظر إلى أن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز ستنحصر بين آرسنال ومانشستر سيتي – وقد يدخل نيوكاسل المنافسة في ضوء سلسلة انتصاراته قبل فترة التوقف – فهذا يعني أن 6 فرق ستتنافس على المركزين الآخرين المؤهلين لدوري أبطال أوروبا، بدءاً من نيوكاسل الذي يحتل المركز الثالث وصولاً إلى تشيلسي الذي يحتل المركز الثامن ويعاني بشدة. وقدم نيوكاسل، الذي يستأنف مشواره في الدوري أمام ليستر سيتي في السادس والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، مستويات تدل على أنه سيكون أقوى المنافسين على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، حيث لم يخسر الفريق سوى مرة واحدة فقط في جميع المسابقات وفاز بسبع مباريات من آخر ثمانٍ لعبها في الدوري قبل فترة التوقف. وبعث نيوكاسل رسالة قوية لجميع المنافسين بعد العرض القوي الذي قدمه في المباراة التي فاز فيها على توتنهام بهدفين مقابل هدف وحيد.

يونايتد تخلص من رونالدو ومشاكله (أ.ف.ب)

ولا يزال توتنهام صاحب المركز الرابع في المنافسة أيضاً، لكنه تعثر قبل كأس العالم، وبدأت جماهير السبيرز تشعر بالقلق بعدما تعرض الفريق، بقيادة المدير الفني الإيطالي أنطونيو كونتي، لثلاث هزائم في خمس مباريات بالدوري، وخرج من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بعد الخسارة أمام نوتنغهام فورست. وربما يكون هناك سبب إضافي للقلق؛ وهو أن هدافه هاري كين كان يبدو مجهداً للغاية خلال المباريات التي لعبها مع المنتخب الإنجليزي بكأس العالم في قطر، فضلاً عن العبء الثقيل الذي يتحمله النجم الكوري الجنوبي سون هيونغ مين. لكن ربما يكون الحل في ريتشارليسون، الذي قدم مستويات مميزة مع البرازيل في كأس العالم.

وفي تشيلسي، يواجه غراهام بوتر مشاكل كبيرة للغاية بعد بدايته المخيبة للآمال مع الفريق اللندني، حيث يجد بطل دوري أبطال أوروبا في عام 2021 نفسه بعيداً عن المركز الرابع بثماني نقاط كاملة، وإن كانت له مباراة مؤجلة أمام توتنهام، حيث لم يفُز بأي مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 16 أكتوبر (تشرين الأول). وربما بدأ المالك الجديد للنادي، تود بوهلي، يشعر بالفعل بأنه أخطأ في القرارات التي اتخذها والاستثمارات التي ضخها في النادي!

ويتساوى نادي برايتون، الذي كان بوتر يتولى تدريبه قبل انتقاله إلى «ستامفورد بريدج»، مع تشيلسي في عدد النقاط. لكن على الرغم من أن برايتون يقوم بعمل رائع في سوق الانتقالات والتعاقدات، كما ظهر جلياً من خلال تألق لاعبيه في نهائيات كأس العالم، فإن الفريق ربما لا يملك العمق الكافي الذي يؤهله لمواصلة تحقيق نتائج جيدة خلال الأشهر الخمسة المقبلة. وبالتالي، تشير كل التوقعات إلى أنه ستكون هناك منافسة شرسة للغاية على المركز الرابع بين مانشستر يونايتد وليفربول.

إصابة دياز ضربة موجعة لليفربول (إ.ب.أ)

لقد تخلص مانشستر يونايتد الآن من كريستيانو رونالدو الذي كان يسبب له كثيراً من المشكلات داخل الملعب وخارجه، كما أن ليفربول كان قد بدأ للتو في استعادة مستواه القوي قبل فترة توقف الدوري، بالإضافة إلى أنه اعتاد على إنهاء الموسم بكل قوة تحت قيادة مديره الفني يورغن كلوب.

وما زال يونايتد لم يحسم أمر عودة مهاجمه جادون سانشو الذي سافر إلى هولندا للتدريب مع فريق من الخبراء المتخصصين لمساعدة اللاعب في استعادة مستواه السابق بعد أن عانى من إرهاق وإعياء مرضي لسبب غير مفهوم. وفي غرفة اجتماعات مجلس الإدارة، أعلنت عائلة غليزر الأميركية مالكة النادي التي لا تحظى بشعبية كبيرة بين جماهير مانشستر يونايتد، أنها ستمضي قدماً في «عمليتها» المتمثلة في البحث عن مستثمرين جدد أو تنفيذ عملية بيع محتملة.

أما ليفربول الذي يتطلع لانطلاقة أفضل بالنصف الثاني للموسم، فعليه البحث عن تعويض لجناحه الموهوب لويس دياز الذي سيغيب عن مباريات فريقه لبقية الموسم بسبب تكرار إصابته في الركبة، وهو الأمر الذي وصفه المدير الفني كلوب بأنه «ضربة قوية للفريق». كما انزعج ليفربول من إعلان مديره الرياضي جوليان وارد أنه سيرحل عن النادي في نهاية الموسم، بعد عام واحد فقط من توليه هذا المنصب، خصوصاً أنه يأتي في وقت يفكر فيه مالكو النادي ببيعه.

معركة الهبوط

تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن ثلاثة أندية فقط كانت في مراكز الهبوط حتى فترة أعياد الميلاد نجت من الهبوط منذ انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بالشكل الجديد قبل 30 عاماً، وكان ليستر سيتي آخر فريق يفعل ذلك في موسم 2014 – 2015. لكن الوضع مختلف بعض الشيء هذا الموسم، نظراً لأن الفرق قد لعبت عدداً أقل من المباريات في هذه المرحلة مما كان عليه الأمر في السنوات الماضية، بالإضافة إلى أن فترة توقف المسابقة بسبب كأس العالم كانت بمثابة فرصة مثالية للفرق لإعادة ترتيب أوراقها وللمديرين الفنيين لقضاء فترة أطول مع لاعبيهم من أجل تطبيق خططهم التدريبية.

وتجب الإشارة هنا إلى أن تسع نقاط فقط تفصل بين 11 فريقاً: من فولهام صاحب المركز التاسع إلى وولفرهامبتون متذيل جدول الترتيب. وسيتولى الإسباني جولين لوبيتيغي قيادة وولفرهامبتون في أول مباراة له كمدير فني للفريق، والتي ستكون أمام إيفرتون اليوم (الاثنين). ويأتي تعاقد وولفرهامبتون مع المدير الفني الإسباني ضمن خطة لإعادة هيكلة النادي تضمنت أيضاً التعاقد مع مدير رياضي جديد، كما يسعى النادي للتعاقد مع عدد من اللاعبين المميزين خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، بعد أن توصل إلى اتفاق بالفعل على ضم النجم البرازيلي ماثيوس كونها.

ويأمل ساوثهامبتون الذي أقال رالف هازنهوتل، وعين بدلاً منه ناثان جونز قبل التوقف بأيام، في أن يحقق نتائج أفضل تحت قيادة مدربه الجديد. وحقق ساوثهامبتون فوزاً واحداً فقط في مبارياته العشر الأخيرة في الدوري، ليكون بذلك صاحب أسوأ نتائج في المسابقة، لذا يأمل جمهوره في أن ينجح جونز في تحقيق نتائج أفضل هذه المرة.

ونجح نوتنغهام فورست في تدعيم حظوظه بالبقاء في الدوري من خلال الفوز على ليفربول في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي – لم يخسر سوى مباراة واحدة فقط منذ ذلك الحين، وكانت أمام المتصدر آرسنال – ومن الواضح أن اللعب بطريقة أكثر واقعية قد بدأ يؤتي ثماره. لقد أنفق مالك نادي نوتنغهام فورست، إيفانجيلوس ماريناكيس، نحو 150 مليون جنيه إسترليني على تدعيم صفوف الفريق خلال الصيف الماضي، ومن غير المرجح أن يكون غوستافو سكاربا – الذي ضمه النادي في صفقة انتقال حر هذا الشهر ليصبح الصفقة رقم 23 للنادي هذا الموسم – آخر صفقة يضمها النادي.

لا يعد نوتنغهام فورست النادي الوحيد الذي لديه خطط كبيرة، فنادي أستون فيلا على سبيل المثال لم يتعاقد مع المدير الفني الإسباني أوناي إيمري لمجرد أن ينقذه من معركة الهبوط، كما يأمل ليستر سيتي، بعد البداية السيئة للموسم، في مواصلة التقدم تحت قيادة بريندان رودجرز بعدما نجح في تحقيق أربعة انتصارات من مبارياته الخمس الماضية. وعلاوة على ذلك، تتنظر فرنك لامبارد مهمة صعبة مع إيفرتون، ونفس الحال بالنسبة لديفيد مويز مع وستهام، حيث لا يبتعد الفريقان عن المراكز الثلاثة الأخيرة سوى بنقطة واحدة فقط بعد نتائج سيئة قبل فترة التوقف.

ويسعى بورنموث، الذي أصبح عاشر نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز تحت ملكية أميركية بعد استحواذ الملياردير بيل فولي عليه مقابل 120 مليون جنيه إسترليني، إلى تحقيق النجاح أيضاً.

وتغير كل شيء في بورنموث، بعد استحواذ الملياردير الأميركي المسن عليه، وكان أول قرار يتخذه فولي هو تعيين المدير الفني المؤقت غاري أونيل بشكل دائم، على الرغم من التقارير التي تشير إلى دخول النادي في مفاوضات مع المدير الفني الأرجنتيني مارسيلو بيلسا لتولي هذا المنصب. ويعني استحواذ فولي على بورنموث أن أكثر من نصف أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لديها الآن أقلية أو أغلبية من المساهمين الأميركيين، وكثير منهم لا يحظى بشعبية كبيرة بين الجماهير، التي يفضل بعضها رجال الأعمال القادمين من الشرق الأوسط.

وقال فولي، البالغ من العمر 78 عاماً، والذي وصف نفسه مؤخراً بأنه ديكتاتور، إنه يعلم جيداً أن طريقته الشرسة والعدوانية في إدارة أعماله التجارية قد تزعج خصومه ومنافسيه. وأضاف: «أنا لست هنا لتكوين صداقات مع مالكي الأندية الأخرى». ويسعى بورنموث للتعاقد مع خمسة لاعبين جدد خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة بعد التعاقد مع غاري أونيل مديراً فنياً للفريق.




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى