الإنجاز المغربي في “المونديال” يطلق دعوات الإقلاع وإنشاء بنيات رياضية عصرية

وضع المنجز الرياضي العالمي للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم في “مونديال قطر” الجامعة الملكية المغربية للعبة ذاتها في تحدٍ رئيسي من أجل استدامة هذه الحصيلة في العقد المقبل، من خلال تحقيق نتائج إيجابية أخرى على صعيد كل منتخبات الفئات السنية.
بذلك، ارتقى المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم إلى الرتبة الـ11 في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لشهر دجنبر الجاري، الصادر أول أمس الخميس، ليحتل الصف الأول إفريقيا وعربيا؛ وهو إنجاز غير مسبوق للمنتخب طيلة العقود المنصرمة.
ويراهن المغرب على أكاديمية محمد السادس لكرة القدم لتطوير المواهب الكروية الوطنية؛ لكن الفعاليات الرياضية دعت الجامعة الوصية على اللعبة إلى افتتاح المزيد من الفروع في كل جهات المملكة للتنقيب عن المواهب الصاعدة، بالموازاة مع التكوين المستمر للأطر الوطنية.
وحصلت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على مكاسب مالية مهمة من كأس العالم بقطر، بحصد مبلغ فاق 25 مليون دولار؛ وهو ما دفع البعض إلى المطالبة باستثمار جزء منه في تشييد البنيات التحتية الرياضية الخاصة بالأندية الوطنية، وكذا إنشاء مشاريع رياضية عديدة تستجيب للمعايير الدولية.
وبالنسبة إلى عبد العزيز بلبودالي، كاتب رياضي مغربي، فإن “المنجز الرياضي بقطر ينبغي أن يكون دافعا للرياضة المغربية من أجل الإقلاع وإصلاح المنظومة الحالية، من خلال إقرار تشريعات جديدة في المجال وإنشاء بنيات تحتية عصرية”.
وأوضح بلبودالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الجامعة مطالبة كذلك بتعزيز نظام الاحتراف في الأندية الوطنية؛ ذلك أن كل الأندية يفترض أن تتوفر على ملاعب خاصة بها، إلى جانب إنهاء كل المشاكل المتعلقة بصرف مستحقات اللاعبين”.
وواصل شارحا بأن “الفرصة سانحة الآن من أجل إصلاح عيوبنا في التسيير الرياضي”، مبرزا أن “الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يجب أن تجلب الكفاءات الوطنية والدولية لتطوير آليات التسيير، مقابل التخلص من بعض الوجوه التي تسببت في فضائح كروية؛ آخرها ما حدث في قطر من بيع للتذاكر في السوق السوداء”.
وأردف بأن “الفعاليات الرياضية كانت تتمنى أن تحدث هذه الانطلاقة سنة 2008، بعد انعقاد المناظرة الوطنية للرياضة المغربية؛ لكن الورش تعثر لأسباب متعددة”، ليخلص إلى أن “الانطلاقة لا بد أن تشمل كل الرياضات الوطنية، غير أن كرة القدم تظل هي الواجهة”.