آخر خبر

رواية جديدة تشكك في مقتل زعيم داعش


شكك خبير شؤون الإرهاب والباحث المصري أحمد كامل البحيري، في الأنباء التي ترددت أخيرا عن مقتل زعيم تنظيم داعش المكنى (أبو الحسن القرشي)، وتحدثت عن اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خلفا له، وأشار إلى أنها لا تخرج عن كونها مناورة وخدعة كبيرة من التنظيم، تحمل كثيرا من الأهداف السرية.

وأكد في تحليل نشره بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الاسم الذي أعلنته سوريا أخيرا، ورحبت به الولايات المتحدة الأمريكية لا يخرج عن كونه أحد قيادات التنظيم في الداخل السوري، وأن زعيم داعش الحقيقي هو جمعة عوض البدري، شقيق زعيم داعش الأسبق أبو بكر البغدادي، أو بشار خطاب غزال الصميدعي، المكنى (أبو زيد) أو (الأستاذ زيد). ولفت إلى أن التصريحات المتضاربة الصادرة من أمريكا وسوريا تثير كثيرا من الأسئلة والاستفهامات، وسرد كثير من الفرضيات والتفاصيل المهمة حول التنظيم الإرهابي من الداخل، والسبب في الإعلان عن مقتبل أبو الحسن القرشي في هذا التوقيت.

أين قتلوه؟

يقول البحيري «للمرة الأولى منذ إعلان تنظيم داعش عما يسمى «دولة الخلافة الداعشية» عام 2014، يعلن التنظيم منفردا، عن مقتل زعيمه المكنى أبو الحسن القرشي، واختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خلفا له، إذ قال المتحدث باسم داعش أبو عمر المهاجر، في كلمة صوتية مدتها 9 دقائق و45 ثانية، إن «زعيم التنظيم قُتِل»، دون أن يشير إلى مكان أو توقيت مقتله». وأضاف: «الإعلان المفاجئ أثار كثيرا من التساؤلات حول دوافع إعلان التنظيم خبر مقتل زعيمه، في وقت لم تعلن الولايات المتحدة الأمريكية أو التحالف الدولي لمكافحة داعش عن ذلك، كما هو المعتاد، إذ قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: «نرحب بإعلان أن زعيما آخر لداعش لم يعد يمشي على وجه الأرض، وتبع ذلك تصريح آخر للقيادة المركزية الأمريكية، أعلنت فيه أن مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربة أخرى لداعش، ورفضت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارين جان – بيار التعليق على ما إذا كانت القوات الأمريكية لعبت دورا في قتل زعيم داعش، وقالت باقتضاب: «يسعدنا أن نرى التخلص من قادة داعش بشكل متعاقب».

غموض كبير

يلفت الباحث إلى أن هذه التصريحات المتعاقبة من الولايات المتحدة الأمريكية، تحمل في طياتها كثيرا من علامات الاستفهام، أكثر من الإجابة التي يمكن أن تؤكد مقتل أبو الحسن القرشي، وهو ما يثير بدوره تساؤلا رئيسا مفاده: هل حقا قتل زعيم داعش؟ ويشير إلى أنه منذ مقتل مؤسس تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، اتبع التنظيم تكتيك إخفاء شخصية الزعيم الحقيقية، وهو ما تم مع (أبو إبراهيم الهاشمي القرشي) الذي قتل في فبراير 2022، والأمر نفسه مع القرشيين: أبو الحسن الهاشمي القرشي – الذي أعلن التنظيم مقتله في 30 نوفمبر الماضي – وأبو الحسن الحسيني القرشي، الاسم الجديد الذي أعلن عنه التنظيم. ورغم نجاح بعض الدول في تحديد شخصية أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، واسمه الحقيقي محمد سعيد عبد الرحمن المولى، والذي أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتله على يد القوات الأمريكية، في عملية نوعية في فبراير من العام الحالي، إلا أن هناك حالة من الغموض الشديد تحيط باسم أبو الحسن القرشي، والذي راوحت التكهنات بشأنه.

5 شخصيات

وفقا لتتبع تاريخ التظيم، انحصرت احتمالات القيادة في السنوات الماضية بين 5 شخصيات من الرعيل الأول المؤسس لتنظيم داعش، أو ما يطلق عليهم «تلاميذ الزرقاوي»، أبرزهم: جمعة عوض البدري (شقيق زعيم داعش أبو بكر البغدادي)، وبشار خطاب غزال الصميدعي (المكنى أبو زيد أو الأستاذ زيد)، إضافة إلى ثلاثة أسماء أخرى أقل في التراتبية. وفقا للكاتب. ويرى البحيري أن هذه الحالة من الالتباس في تحديد شخصية زعيم داعش «أبو الحسن القرشي»، دفعت كثيرا من الجهات المحلية بدول الإقليم للحديث عن دورها في قتل زعيم داعش، وهو ما حدث من النظام السوري وما يسمى الجيش الحر، إذ أعلن الأخير قيامه بقتل زعيم داعش أثناء إحدى المواجهات بمدينة جاسم بمحافظة درعا، وقوبل الإعلان بالرفض من النظام السوري الذي أكد قيامه بقتل زعيم داعش، حسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، في المقابل، أعلنت تركيا القبض على ما قالت إنه زعيم داعش، في 26 مايو الماضي، وقالت إنه بشار خطاب غزال الصميدعي، المكنى (أبو زيد) أو (الأستاذ زيد). فهل هو أبو عبد الرحمن العراقي «سيف بغداد»، أم بشار خطاب غزال الصميدعي، أم إنه جمعة عواد البدري؟ أم إنه ما زال على قيد الحياة؟.

فرضيات مثيرة

يؤكد الكاتب أن الالتباس يزداد مع طرح سؤال مفاده: هل الصميدعي زعيم داعش أم أحد قيادات داعش؟، إذ يعد أحد المقربين من زعيم داعش الأسبق أبو بكر البغدادي، وقاضي التنظيم المسؤول عن قطاع التربية والعدل داخل التنظيم، ويشير إلى أن هذه المعطيات تطرح فرضيتين رئيستين: الأولى هي القبض على الصميدعي من أجهزة الأمن التركية باعتباره زعيم داعش، والفرضية الثانية هي أن شقيق أبو بكر البغدادي هو زعيم التنظيم، ولكن يستمر التساؤل: هل قتل أم ما زال حيا؟

الزعيم باق

لا يستبعد البحيري أن يكون زعيم داعش على قيد الحياة، وأن إعلان وفاته مجرد مناورة، ويؤكد أن إعلان التنظيم مقتل زعيمه لا يعني بالضرورة أنه يقصد مقتل جمعة عواد البدري، لكون من تم الإعلان عن مقتله هو أبو الحسن القرشي، بما يعني موت «الكُنية»، واختيار كُنية جديدة، خصوصا أن زعماء التنظيم لديهم أكثر من كنية، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال آخر مفاده: لماذا يلجأ التنظيم لإعلان مقتل أبو الحسن القرشي؟

لماذا أعلن داعش مقتل القرشي؟

  • عدم تأكيد أن الصميدعي هو زعيم التنظيم، على نحو لا يشكل تهديدا على بنية التنظيم، كون زعيم التنظيم مقبوضا عليه
  • إضفاء صفة الجهاد على زعماء التنظيم، باعتبار أنهم قتلوا في معارك، ولم يحرصوا على الاختباء أو إدارة المعارك عن بعد
  • تقليص حدة الاضطراب الذي حدث داخل التنظيم في أعقاب القبض على الصميدعي
  • إعطاء دفعة جديدة للتنظيم عبر إعلان ما يسمى «البيعة» من أفرعه المختلفة، بما يشكل نوعا من الاستعراض أمام دول العالم



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى