أخبار العالم

“كوباك” تناقش تحصين مكتسبات الفلاحة


نظمت التعاونية الفلاحية “كوباك”، الأربعاء، يوما تواصليا لفائدة رؤساء التعاونيات الفلاحية وعدد كبير من الفلاحين أعضاء التعاونية ومنخرطيها وأطرها وموظفيها.

وقد حضر هذا اللقاء التواصلي، الذي ترأس مولاي امحمد الولتيتي، رئيس “كوباك”، عدد من رؤساء المصالح القطاعية للدولة والفيدراليات البيمهنية لسلاسل الحليب واللحوم والخضر والفواكه والحوامض، إلى جانب المصالح الخاصة ذات الصلة بالقطاع الفلاحي والتعاوني.

مولاي امحمد الولتيتي، رئيس التعاونية الفلاحية “كوباك”، قال، في تصريح لهسبريس، إنه “وعلى غرار المؤسسات الإنتاجية الكبرى في العالم، والتي تحتضن عددا كبيرا من الأعضاء، كحالة تعاونيتنا “كوباك”، يتم تخصيص يوم قبل انعقاد الجمع العام السنوي كلقاء تواصلي لتقاسم المعلومات والمعطيات مع المنخرطين والأعضاء من أجل حسن تدبير عملهم اليومي، هو فرصة للتواصل بين الأعضاء فيما بينهم، سنكرسها سنة سنوية انطلاقا من هذا العام”.

وأورد رئيس تعاونية “كوباك” أن “السنوات القليلة الماضية شهدت تفشي جائحة كورونا، جمدت الاقتصاد العالمي، وعانينا منها كبقية بلدان العالم، هذا إلى جانب التأثير الكبير للجفاف والارتفاع المهول لأسعار المواد الأولية كالأعلاف والأسمدة والمواد البترولية وغيرها؛ فكل ذلك أثر تأثيرا بالغا على النشاط اليومي لتعاونيتنا. واليوم، نبعث رسائل تفاؤل من أجل التسلح بالعزيمة والاستمرار في العمل، فالفرص المريحة والمفيدة قادمة بإذن الله”.

وحول التدابير المتخذة من طرف تعاونية “كوباك” لمواجهة الصعوبات سالفة الذكر، قال الولتيتي إن “التعاونية بذلت مجموعة من المجهودات ونزلت سلسلة من التدابير؛ منها المواكبة والتأطير وإمداد فلاحينا بكل ما يلزم، كما أنه وبعد الإنتاج في مختلف السلاسل يتم وضع وحداث التثمين التي تعطي قيمة مضافة لمنتجاتنا مما يؤثر إيجابا على مداخيل الفلاح تضمن استمراره، ونعمل كذلك على الزيادة في ثمن اقتناء الحليب من الكساب تشجيعا له على استمرار نشاطه”.

وتابع المتحدث ذاته: “لسنا وحدنا في مواجهة هذه التحديات، بل معنا شركاؤنا، على رأسهم وزارة الفلاحة والصيد البحرية والتنمية القروية والمياه والغابات، والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والجمعيات البيمهنية ومؤسسات التمويل، الذين يقدمون إلينا كل وسائل الدعم والمساندة والمواكبة سواء خلال مختلف مراحل الإنتاج والتصنيع والتسويق والتصدير وغيرها”.

وعن طبيعة الأنشطة التي تمارسها “كوباك” والأرقام المرتبطة بها، قال رئيس هذه التعاونية الفلاحية إنها “تشتغل في أربع سلاسل فلاحية مندمجة من الضيعة إلى السوق، هي الحليب واللحوم والحوامض والبواكر، حيث بلغ رقم معاملاتها خلال الموسم الأخير 6.8 مليارات درهم. كما توفر التعاونية 10 آلاف منصب شغل دائم، وتنتج 1300 طن من الحليب يوميا، يتم تصنيعها وتوزيعها عبر شبكتنا التجارية على الصعيد الوطني. كما أن “كوباك” تصدر حوالي 100 ألف طن من الحوامض والخضر، ويستفيد من خدمات التعاونية 24 ألفا من الفلاحين، ضمنهم 14 ألفا من المنخرطين. ونتوفر كذلك على 31 وكالة تجارية عبر ربوع المملكة، التي تتوصل يوميا بمنتجات التعاونية وتوزعها على حوالي 80 ألف تاجر. وكل هذه الأرقام تبرز أهمية تعاونيتنا في النسيج الاقتصادي والاجتماعي لبلادنا”.

وشكل هذا اللقاء التواصلي، الذي انعقد تحت شعار “تحصين مكتسبات القطاع الفلاحي في مواجهة مختلف التحديات وطنيا ودوليا”، فرصة للوقوف عند أهم التحديات التي تواجه القطاع الفلاحي، جراء التحولات الكبيرة التي عرفها القطاع بسبب التغيرات المناخية وارتفاع أثمنة المواد الأولية وكذا تضاعف تكلفة النقل الدولي. كما تميز اللقاء بتدخلات عدد من المسؤولين ورؤساء الفدراليات البيمهنية.

وفي هذا السياق، أكد نورالدين قسا، مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بجهة سوس ماسة، أن “كوباك” “تعتبر نموذجا نفتخر به على مستوى الجهة؛ وذلك بفضل طريقتها في العمل الذي يقوم على الاندماج والتكامل.

وشدد مدير المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بجهة سوس ماسة على أن هذه الجهة “تعتبر قاطرة للبرنامج الطموح الجيل الأخضر، الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك بمنطقة اشتوكة آيت بها قلب الفلاحة بجهة سوس”.

من جانبها، أشادت عطيفة قدة، المديرة الجهوية للمكتب الوطني للصحة والسلامة الغذائية “أونسا”، بالمجهودات التي قامت بها “كوباك” من أجل الاستجابة للمعايير المطلوبة لولوج عدد من الأسواق، مثيرة التطور الذي عرفه عمل المكتب عبر توسيع مراقبته للمواد الغذائية لتشمل جميع مراحل الإنتاج من الضيعة إلى المستهلك.

وأشار مسؤولون بمؤسسات للتمويل إلى المجهودات التي تبذلها هذه المؤسسات من أجل مواكبة وتأطير الفلاحيين خلال الفترة التي يمر منها القطاع الفلاحي بجميع سلاسله الإنتاجية، منوهين بأهمية استراتيجية الجيل الأخضر في النهوض بالقطاع الفلاحي.

كما أثار رؤساء الفدراليات البيمهنية أمام الحاضرين الجهود المبذولة من أجل تخفيف وقع الظروف المناخية على منتجي الحليب، كما تم تناول الآفاق الواعدة لقطاع إنتاج اللحوم الحمراء، وجرى التذكير أيضا بأهم التطورات التي عرفها إنتاج الحوامض والآفاق المستقبلية بخصوص فتح أسواق جديدة نتيجة المجهودات المبذولة على مستوى الاستجابة للمعايير الدولية المعمول بها في هذا القطاع، فضلا عن المجهودات من أجل تحسين أداء الصادرات المغربية إلى الخارج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى