الميم والنون تضعان هيئة المرئي والمسموع في مواجهة وزارة الإعلام

إجراءات التراخيص الإعلامية التي ارتبطت في الأذهان لسنوات بالتعقيد، ابتداء بشرط السجل التجاري، مرورا بالمؤهل الدراسي الذي يصل لبكالوريوس في نفس المجال، وشرط العمر 25 سنة وفوق، وصولا إلى الخبرة التي تبدأ من 5 سنوات، ومدة انتظار الموافقة التي قد تستغرق أياما أو شهورا، كلها تسقط أمام «موثوق» الذي يقدم كترخيص «إعلامي» و«إعلاني» من قبل الهيئة، خلال أيام ودون أي اشتراطات عمرية، أو علمية، أو سجل تجاري، أو مطالبات بالخبرة لشريحة الأفراد المعلنين في وسائل التواصل الاجتماعي.
تصنيف إعلامي
ويواجه الراغبون في استخراج تراخيص لممارسة النشاطات الإعلامية قائمة من الشروط؛ منها (السجل التجاري مضافا إليها النشاط الإعلامي، والحصول على البكالوريوس لنشاط الخدمات الصحفية أو الحصول على البكالوريوس مع خبرة 5 سنوات في نفس المجال لنشاط الدراسات والاستشارات الإعلامية، ومؤهل الثانوية العامة أو ما دون لأنشطة خدمات الإعداد لما قبل الطباعة، المطابع، المكتبات، الرسم والخط، التصوير الفوتوغرافي، الدعاية والإعلان، العلاقات العامة، النشر، التوزيع، إنتاج برامج الحاسب الآلي أو بيعها أو تأجيرها، النسخ والاستنساخ).
في المقابل، ورغم تأكيدات الهيئة عبر موقعها الالكتروني بأن ترخيص «موثوق»، الذي بدأ سريانه مطلع أكتوبر الماضي، يتيح تقديم الإعلانات، لمن هم في الـ18 وأكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، شريطة الالتزام بشروط وضوابط الهيئة التي وضعتها بشأن المحتوى الإعلاني عبر منصات التواصل، إلا أن دائرة حديث المتابعين للموقف تضيق عند عبارة «ترخيص إعلامي» المطبوعة على الترخيص، والتي يعتبرها مراقبون اعترافا ضمنيا من الهيئة بـ «الإعلاني» كـ «إعلامي».
مشاهير الإعلان
فيما يشير مختصون بالشأن الإعلامي إلى خطأ صياغي فادح في الترخيص بين كلمة «إعلامي» أعلى شهادة الترخيص المقدمة من الهيئة و»إعلاني» في التصريح نفسه، ساعد مشاهير الإعلانات على استغلال هذا الخطأ في الصياغة واستخدامه للتعريف عن أنفسهم في حساباتهم الشخصية بكونهم إعلاميين.
ويرى مراقبون أن الترخيص الإعلامي المقدم من قبل الهيئة بات «تذكرة عبور مباشر» للإعلانيين نحو الوظائف الإعلامية في المؤسسات والقطاعات المختلفة دون أي خبرات أو مؤهلات أو قدرات تتماهى مع المتطلبات والتطلعات نتيجة لعبارة «ترخيص إعلامي».
ومع الأخذ في الاعتبار نظام الإعلام المرئي والمسموع الصادر بمرسوم ملكي، والهادف إلى تنظيم نشاط الإعلام المرئي والمسموع داخل المملكة، وتطويره، والعمل على توفير البيئة الاستثمارية الملائمة له، والعمل على أن يكون محتواه متسقا والسياسة الإعلامية للمملكة، فإن الهيئة نفسها تضع وزارة الإعلام في مرمى الحرج أمام الرأي العام لمحدودية التزام «الإعلانيين» المرخص لهم بـ «ترخيص إعلامي» بضوابط المحتوى في المادة الخامسة من النظام.
فوضى خلاقة
يشار إلى أن مختصين في الشأن الإعلامي يرون أن ازدواجية المعايير التشريعية التي يعامل بها «الإعلامي»، ويقدم على أساسها «الإعلاني» للجمهور كـ «إعلامي»، هي «فوضى خلاقة»، مما قد يؤثر، في نهاية المطاف على جودة المخرجات الإعلامية لوزارة الإعلام، ودور الإعلام المحوري كقوة ناعمة مؤثرة تعزز الاستدامة الثقافية للوطن ومقدراتها الحضارية، في عصر اقتصاد المعرفة، وتحكي قصة النهضة السعودية في المجالات الفنية والثقافية والإنسانية والعلمية للعالم.
ما هي ضوابط المحتوى الإعلامي الـ17 الواجب التقيد بها؟
بحسب المادة الخامسة من نظام الإعلام المرئي والمسموع، «يجب على كل من يمارس نشاطا أو مهنة في مجال الإعلام المرئي والمسموع التقيد بضوابط المحتوى الإعلامي، وبخاصة ما يأتي:
- الالتزام بما ورد في سياسة المملكة الإعلامية.
- عدم التعرض بالتجريح، أو الإساءة، أو الطعن في الذات الإلهية، أو الملائكة، أو القرآن الكريم، أو الأنبياء، أو زوجات النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، أو أصحابه، وكل ما يمس ثوابت الشريعة الإسلامية.
- عدم المساس بالملك أو ولي العهد.
- عدم التعرض إلى ما من شأنه إثارة النعرات والفرقة والكراهية بين المواطنين، والتحريض على العنف، وتهديد السلم المجتمعي.
- المحافظة على حقوق الملكية الفكرية.
- احترام الذات الإنسانية.
- عدم التعرض إلى ما من شأنه الإساءة إلى علاقات المملكة بالدول العربية أو الإسلامية، أو الصديقة.
- عدم التعرض إلى ما من شأنه الحض على الإرهاب، وتهديد السلم الوطني، أو الدولي.
- عدم بث مواد إعلانية من دوائية ومكملات غذائية أو مواد استثمارية غير مرخصة من الجهات المختصة، أو الترويج لها.
- عدم بث أي محتوى إعلامي يتضمن معلومات كاذبة لا تستند إلى حقائق ومعلومات موثقة، أو فيه تعد على حرمة الحياة الخاصة للأفراد.
- احترام حرية التعبير والرأي؛ بما لا يتعارض مع الأنظمة والضوابط ذات الصلة، وما يقضي به النظام.
- عدم الإخلال بالنظام العام، والأمن الوطني، ومقتضيات المصلحة العامة.
- عدم عرض المحتوى الإعلامي المخل بالآداب العامة، أو الذي يظهر العري واللباس غير المحتشم، أو يثير الغرائز، أو الذي يستخدم لغة مبتذلة.
- التزام جميع المذيعات العاملات في القنوات التلفزيونية المرخص لها بالعمل في المملكة؛ بالزي الساتر والمظهر المحتشم، وتحدد اللائحة مواصفاته ودرجات ستره بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، والأعراف السائدة بخصوص زي المرأة في المملكة.
- عدم ترويج المخدرات، أو استحسانها، أو المؤثرات العقلية، أو الكحول، أو التبغ، أو منتجاتها.
- المحافظة على التوازن بين وقت الإعلان والمحتوى الإعلامي بما لا يؤثر سلبا على نوعية الاستماع والمشاهدة وجودتهما.
- أي ضابط آخر يقره المجلس.
6 شروط وخطوتان للحصول على ترخيص إعلامي «عبر» موثوق
- الالتزام بالشروط والضوابط الخاصة بتقديم الأفراد للمحتوى الإعلاني عبر منصات التواصل الاجتماعي الصادرة من الهيئة.
- الالتزام بالضوابط الخاصة بالمحتوى والإعلانات والتصنيفات )بما فيها التصنيف العمري( والتعليمات الصادرة من الهيئة.
- التعهد بتقديم أي بيانات أو معلومات أو تقارير تطلبها الهيئة.
- التعهد بالتوقف عن الإعلان عن أي محتوى إعلامي فورا ودون اعتراض عند طلب الهيئة.
- التعهد بعدم عرض أي إعلان إلا من خلال حساب مسجل لدى الهيئة ومرتبط بالترخيص الممنوح للمرخص له.
- لغير السعودي: التعهد بعدم ممارسة النشاط إلا بعد الحصول
- على التراخيص والموافقات اللازمة من الهيئة والجهات ذات العلاقة.
خطوتان للحصول على الرخصة:
- تعبئة البيانات وتشمل الاسم، رقم الهاتف، البريد الالكتروني، العنوان الوطني، واسم الحساب على منصات التواصل الاجتماعي.
- تسديد الرسوم.