الأرجنتين حققت أول كأس عالم بـ«عملية كوندور»

ولصرف نظر المضطهدين على يد الحاكم العسكري تم استخدام الشغف الكروي الذي يعم في الشعب الأرجنتيني، لذا خطط كيسنجر في أن تقام البطولة في الأرجنتين، وأن تفوز فيها أيضا، مهما كان الثمن، في عملية سميت «عملية كوندور».
الوثائق السرية
وتورد إحدى الوثائق نص حديث دار بين كيسنجر وكان وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس فورد وبين الأدميرال سيزار أوغوستو غوزيتي وزير الخارجية الأرجنتيني في 1976 خلال اجتماع بفندق والدورف أستوريا في نيويورك، أي بعد ستة أشهر من اغتصاب العسكر للسلطة، أدرجته الوثيقة تخت عنوان «حديث كروي».
قال كيسنجر لغوزيتي: «نريدكم أن تفوزوا، وأيا كان الأمر سأكون في الأرجنتين في 1978، في عام كأس العالم». ثم أردف قائلا «الأرجنتين ستفوز». وهذا حصل في 6 (يونيو) 1976، أي قبل عامين من حصول البطولة.
ووفى كسينجر بوعده، وعاد مع عائلته زائرا إلى الأرجنتين ليشهد فوزها بكأس العالم.
غرفة الملابس
يقول الصحفي الأرجنتيني ريكاردو كوتا، مؤلف كتاب «نحن الأبطال»: كانت تشكيلة الأرجنتين تضم فيلول وباساريلا وأرديليس وليوكي وكيمبس، ويرأسها سيزار لويس مينوتي، وكان على هؤلاء أن يفوزو على البيرو بفارق أربعة أهداف للتأهل، فأتت النتيجة 6-صفر، بعدما زار الديكتاتور خورخي رافاييل فيديلا وهنري كيسنجر غرفة تبديل ملابس المنتخب البيروفي».
ويعترف خوان كارلوس أوبليتاس، مهاجم بيرو في مونديال 1978، بأن كيسنجر وفيديلا زارا غرفة الملابس قبل المباراة الفضيحة.
وشهدت البطولة جدلا حادا، فكان منتخب الأرجنتين لا يلعب مبارياته إلا ليلا، بعد انتهاء المباريات ومعرفة نتائجها.
مساومات ورشاوى
وبعد فوز الأرجنتين على البيرو لتتأهل للمباراة النهائية، أثار ذلك جدلا حول تلاعب ما في النتيجة وحول رشاوى دفعت لحارس مرمى المنتخب البيروفي، بعد أنباء عن حسابات له في البنوك الأرجنتينية، ومساومة الحكومة البيروفية على محكومين لدى الأرجنتين للإفراج عنهم وإعادتهم إلى البيرو مقابل خسارتها المباراة بستة أهداف.
وكانت المباراة القمة بين الأرجنتين وهولندا، التي فقدت خدمات نجمها وهدافها الهولندي يوهان كرويف، ورفض اللعب وكذا السفر إلى بيونيس أيريس بسبب تعرضه لمحاولة اختطاف.
وجرت المباراة النهائية بين المنتخبين الأرجنتيني والهولندي وفازت الأرجنتين محرزة لقب كأس العالم 1978 وللمرة الأولى في تاريخها، ليوفي كيسينجر بوعده.