بن غفير: من هو اليميني المتطرف الذي سيتولى وزارة الأمن الداخلي بصلاحيات موسعة؟

بن غفير بدأ مسيرته السياسية في صفوف حركة كاخ العنصرية بزعامة مائير كانا
قال حزب الليكود الإسرائيلي اليميني بزعامة رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو اليوم أنه أبرم أول اتفاق ائتلافي مع حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف.
ولا يمثل الاتفاق تشكيل حكومة جديدة كاملة ونهائية، بيد أنه يمنح زعيم “القوة اليهودية” إيتمار بن غفير، وزارة الأمن الداخلي ومقعداً في مجلس الوزراء الأمني.
وقال بن غفير في بيان له عقب إبرام الاتفاق: “قطعنا خطوة كبيرة نحو اتفاق تحالف كامل، نحو تشكيل حكومة يمينية خالصة”.
وبموجب الاتفاق سيتولى بن غفير حقيبة الأمن الداخلي، مع صلاحيات واسعة تشمل إدارة شرطة حرس الحدود في الضفة الغربية المحتلة.
كما ستسند إلى حزب بن غفير وزارة تطوير الجليل والنقب، وستوكل للوزارة أيضا صلاحيات تسوية وضع المستوطنات العشوائية في الضفة الغربية.
وسيحصل الحزب أيضاً على رئاسة لجنة الأمن الداخلي بالكنيست (البرلمان) ومنصب نائب وزير الاقتصاد.
وقد مَثّل صعود حزب “الصهيونية الدينية” اليميني المتطرف واحتلاله موقعاً بارزاً في المشهد السياسي الإسرائيلي المتشظي أحد أكبر المفاجآت الانتخابات التي جرت في الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري..
فقد حصد هذا الحزب 14 مقعداً في الانتخابات وأصبح ثالث أكبر حزب في الكنيست الإسرائيلي.
وحزب الصهيونية الدينية عبارة عن تجمع من الأحزاب الدينية المتطرفة وعلى رأسها القوة اليهودية. وقد تم جمع هذه الأحزاب في هذا الهيكل الجديد بمبادرة من نتنياهو لضمان عدم تشتت أصوات اليمين المتطرف، وبالتالي ضمان دخول هذه الأحزاب تحت اسم واحد إلى الكنيست وهو ما تحقق في الانتخابات الأخيرة وفاق كل التوقعات.
وكان بن غفير قد أكد قبل الانتخابات أنه سيطلب تولي حقيبة الأمن الداخلي في أي مفاوضات مقبلة لتشكيل حكومة مع نتانياهو.
بن غفير (يسار) وزعيم الصهيونية الدينية بتسلئيل سموتريتش باتا رمزا اليمين المتطرف
تلميذ كاهانا
ولد بن غفير في الخامس من مايو/أيار 1976 في أحد أحياء مدينة القدس لأبوين من يهود العراق. بدأ بن غفير في سن مبكر نشاطه في حركة “كاخ” اليهودية المتطرفة التي أسسها الحاخام مائير كاهانا.
كان بن غفير أحد مساعدي القيادي في الحركة نوعم فريدمان في مستوطنة “كريات أربع” المقامة وسط الخليل.
وبعد التوقيع على اتفاقية أوسلو، ظهر بن غفير يلوح للكاميرا بشعار سيارة الكاديلاك الخاصة برئيس الوزراء حينها اسحق رابين، وقال: “بمقدورنا الوصول إليه”.
بن غفير من المعجين بباروخ غولدشتاين الذي قتل 29 مصليا فلسطينيا في المسجد الإبراهيمي في الخليل عام 1994
وبعد أقل من شهر في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، تعرض اسحق رابين لإطلاق نار خلال مهرجان خطابي، ثم فارق الحياة متأثراً بإصابته.
بنيامين نتنياهو: نقاط أساسية في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي
وحركة كاخ اليمينية المتطرفة هي التنظيم السياسي الإسرائيلي الوحيد الذي تم تصنيفه في قائمة المنظمات الإرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة وتم حظرها.
وكانت عنصرية الحركة وتطرفها لا يحتملان حتى من قبل حزب الليكود حيث كان نواب الحزب يخرجون من الكنيست عندما كان يتحدث كاهانا الذي اغتاله مصري عام 1990 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.
بعد حظر كاخ واصل بن غفير أنشطته المتطرفة والعنصرية ضد الفلسطينيين، وقد وجهت له تهم بالقيام بأعمال عنف ضد الفلسطينيين والتحريض ضدهم ثماني مرات، ومن بينها تهم إثارة الكراهية العنصرية ودعم منظمات إرهابية.
وكان بن غفير يعلق في منزله في مستوطنة كريات أربعة في الضفة الغربية صورة باورخ غولدشتاين الذي قتل 29 فلسطينيا خلال الصلاة في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل عام 1994.
وبن غفير حاصل على بكالوريوس في الحقوق، وعمل كمحام ودافع عن عدد من القضايا البارزة وعلى رأسها قضايا المستوطنين.
وأدين في عام 2007 بالتحريض على العنصرية بسبب حمله لافتة كتب عليها “اطردوا العدو العربي”. لكنه يقول الآن إنه لم يعد يؤيد إبعاد جميع الفلسطينيين وإنما من يعدهم “خونة أو إرهابيين”.
ويقود بن غفير حزب “القوة اليهودية” الذي أسسه عدد من أتباع كاهانا عام 2012.
فشل الحزب في دخول الكنيست في انتخابات عام 2013 و2015 سواء بالتحالف مع أحزاب أخرى أو بمفرده.
بنيامين نتنياهو: نقاط أساسية في محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي
كيف احتفلت إسرائيل بانتهاء عهد بنيامين نتنياهو؟
وقبيل انتخابات عام 2019 دخل الحزب في تحالف البيت اليهودي الذي يضم أحزاب اليمين المتطرف وتمكن التحالف من الفوز بخمسة مقاعد وحل حزب “القوة اليهودية” ( حزب بن غفير) في المرتبة السابعة من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات بين أحزاب التحالف.
في الانتخابات الثانية التي جرت عام 2019 خاض الحزب الانتخابات بشكل مستقل ولم يحصل سوى على 1.88 في المئة من الأصوات وفشل في دخول الكنسيت بسبب فشله في تجاوز عتبة دخول الكنيست والبالغة 3.25 في المئة من أصوات الناخبين.
في عام 2021 خاض الحزب الانتخابات بالتحالف مع عدد من القوى الصهيونية المتطرفة التي رعى تحالفها نتنياهو ودخل بن غفير الكنيست الإسرائيلي لأول مرة.
وينتمي بن غفير لليمين المتطرف، الذي يرى أن إسرائيل دولة يهودية قومية وصهيونية، ويناهض تأسيس دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
ودعم في الماضي عنف مستوطنين إسرائيليين ضد الفلسطينيين، ودعا إلى الطرد القسري للمواطنين العرب “غير الموالين” من البلاد، وفق “تايمز أوف إسرائيل”، مما جعله صاحب شعبية كاسحة.